**قصة الكاهن المكرَّس: قداسة خادم الرب**
في الأيام التي سار فيها بنو إسرائيل في البرية، بعد خروجهم من أرض مصر، أقام الرب شريعته على جبل سيناء. وكانت وصاياه واضحة لكل الشعب، لكن للكهنة، نسل هارون، كانت هناك شرائع أشد دقة، لأنهم مكرَّسون لخدمة المقدس.
وفي خيمة الاجتماع، حيث يلتقي الرب بموسى، نزلت كلمة الرب إليه قائلة: **”قُلْ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ: لِيَحْفَظُوا نَفْسَهُمْ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، فَإِنَّهُمْ خُدَّامُ قُدْسِي. لَا يَتَنَجَّسُوا بِمَيْتٍ، إِلَّا لِقَرِيبٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِمْ.”**
فكان الكاهن أليعازر، الابن الثاني لهارون، رجلاً غيوراً على شريعة الرب. وكان يعلم أن عليه أن يكون طاهراً في كل شيء، لأن يديه تمسكان ذبيحة الخطية، وقدماه تقفان أمام مذبح الرب. وفي يوم من الأيام، بينما كان أليعازر يتفقد القبائل، سمع أن رجلاً من سبط لاوي قد مات فجأة. وكان الرجل صديقاً مقرباً لأليعازر، لكنه لم يكن من أسرته القريبة. فتذكر كلام الرب: **”لَا يَحِلُّ لِلْكَاهِنِ أَنْ يُنَجِّسَ نَفْسَهُ لِمَيْتٍ مِنْ شَعْبِهِ، إِلَّا لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوِ ابْنِهِ أَوْ ابْنَتِهِ أَوْ أَخِيهِ.”**
فغمض عينيه وصلى: **”يا رب، أعلم أن قداستك تفرض عليَّ أن أبقى طاهراً، حتى لو كان قلبي يشتاق إلى وداع صديقي.”** ثم مضى في طريقه، تاركاً غسل الميت ودفنه لآخرين.
ولكن بعض الشعب تعجبوا من صرامة الشريعة، فتقدم رجل من بني يهوذا وسأل أليعازر: **”لماذا لا تشاركنا في مناحة الموتى؟ ألست رحيماً؟”** فأجاب أليعازر بهدوء: **”لو دنست نفسي، كيف أقدّم الذبائح عن خطاياكم؟ إن قداسة الرب تطلب مني أن أكون كاملاً في خدمتي.”**
وفي تلك الأيام أيضاً، كانت ابنة أخيه، ميريام، قد كبرت وأرادت الزواج. لكن الشريعة قيدت الكهنة: **”لَا يَأْخُذُ الْكَاهِنُ امْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ مَطْلُوقَةً، بَلْ عَذْرَاءَ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.”** فبحث أليعازر بعناية عن عروس تقية لابنه، حتى لا تدنس نسله المكرس للرب.
وفي يوم الكفارة العظيم، وقف أليعازر بثياب الكتان النقية، وقدم الذبيحة عن الشعب. وكان يعلم أن كل تفصيل في شريعة الكهنة يرمز إلى نقاوة المسيح الآتي. فكما أن الكاهن لا يشوه جسده بالجروح أو يحلق رأسه تماماً، هكذا يجب أن يكون خادم الرب بلا عيب، مقدَّساً للرب إلهه.
وهكذا عاش أليعازر وأبناؤه، حافظين للعهد، ضابطين أنفسهم بكل دقة، لأنهم عرفوا أن **”الرب إلهكم قدوس، فَتَكُونُونَ أَنْتُمْ أَقْدِسَاءَ.”**