**قصة مزمور ١٤٥: ملكوت الله المُجيد**
في قديم الأيام، حين كانت أورشليم تتلألأ تحت أشعة الشمس الذهبية، اجتمع الشعب في الهيكل ليسبحوا الرب. كان داود الملك قد كتب مزموراً جديداً يمجّد فيه عظمة الله ورحمته، فبدأت الجموع ترتل هذه الكلمات بقلوب ممتلئة بالفرح والرهبة.
**المزمور يتكلم عن عظمة الله**
وقف أحد الكهنة، الشيخ حزقيا، أمام الجميع ورفع يديه نحو السماء، ثم بدأ يقرأ بصوت عميق: *”أُعَظِّمُكَ يَا إِلَهِي أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَأُبَارِكُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ”*. ارتجف الحاضرون شعوراً بقداسة اللحظة، إذ تذكروا أن الله هو الملك الحقيقي الذي لا يُقارَن بعظمة ملوك الأرض.
ثم تابع الكاهن: *”كُلَّ يَوْمٍ أُبَارِكُكَ، وَأُسَبِّحُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ”*. نظر الشعب حولهم فرأوا جبال يهوذا الشامخة، والسهول الخضراء الممتدة، وتذكروا أن كل هذه البركات هي من عطايا الله الذي لا ينفد خيره.
**الله رحيمٌ ورؤوف**
بين الجموع كانت هناك امرأة تدعى شُولَميت، والتي عانت لسنوات من المرض حتى شفاها الرب. وعندما سمعت الكلمات *”عَظِيمٌ الرَّبُّ وَمُسَبَّحٌ جِدّاً، وَإِلَى عَظَمَتِهِ لاَ يُفْحَصُ”*، انهمرت دموعها بغزارة. روت لجارتها كيف أن الله لم يتركها في ضيقها، بل أرسل لها الشفاء في الوقت المناسب.
ثم تلا الكاهن: *”الرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ”*. عندها وقف رجل عجوز يُدعى ألياقيم، الذي عاش أيام الجوع في البلاد، وقال بصوت مرتجف: “لقد رأيت بعينيَّ كيف أن الرب أطعمنا حين انقطع الخبز من الأسواق. إنه يفتح يده ويُشبع كل حيٍ برضاه!”
**الملكوت الذي لا يزول**
استمر الترتيل: *”مَلَكُوتُكَ مَلَكُوتٌ لِكُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ جِيلٍ فَجِيلٍ”*. تطلع الشباب إلى المستقبل بتفاؤل، إذ عرفوا أن حكم الله لا يتزعزع، حتى عندما تتغير الممالك الأرضية.
وفي نهاية الاجتماع، رفع الجميع أصواتهم معاً: *”فَمِي يَنْطِقُ بِتَسْبِيحِ الرَّبِّ، وَيُبَارِكُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ”*. فارتسمت على وجوههم البهجة، لأنهم عرفوا أن الله أمين في وعوده، ورحيم في كل أعماله.
وهكذا، خرجوا من الهيكل وقلوبهم ممتلئة بالشكر، عازمين على أن يحكوا لأولادهم وأحفادهم عن صلاح الرب الذي يدوم إلى الأبد.