**قصة مزمور 113: من العُلو إلى الاتضاع**
في قديم الزمان، بين جبال يهوذا الخضراء ووديانها المُشرقة، كان هناك رجل تقي اسمه ألياقيم، يعيش في قرية صغيرة قرب أورشليم. كان ألياقيم رجلاً فقيراً، لكن قلبه كان غنياً بمحبة الرب. كل صباح، وقبل أن تلمس أشعة الشمس قمم الجبال، كان يفتح نافذة بيته الصغير ويُردد بكلمات حارة: **”سبحوا يا عبيد الرب، سبحوا اسم الرب. ليكن اسم الرب مباركاً من الآن وإلى الأبد!”**
وفي أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يسير في السوق، سمع بعض الأغنياء يستهزئون به، قائلين: **”انظروا إلى هذا الرجل الذي يسبح الله كل يوم، لكن الله لم يمنحه حتى قوت يومه!”** لكن ألياقيم لم يرد عليهم، بل رفع عينيه إلى السماء وقال في قلبه: **”من مثل الرب إلهنا، الذي يُقيم المسكين من التراب، ويرفع البائس من المزبلة، ليجلسه مع الشرفاء، مع شرفاء شعبه؟”**
وفي تلك الليلة، بينما كان ألياقيم يصلي في زاوية بيته المُظلمة، سمع صوتاً هادئاً يملأ الغرفة: **”يا ألياقيم، أنا الرب إلهك. لقد سمعت تسبيحك ورأيت إيمانك. اذهب إلى بيت الرجل العظيم الذي على التلة، فسأصنع لك عجباً.”**
وفي الصباح، ذهب ألياقيم إلى بيت الرجل العظيم، الذي كان يُدعى ناثان. كان ناثان رجلاً متكبراً، يملك أراضي شاسعة، لكنه كان عقيماً، ولم يرزق بأطفال. وعندما وصل ألياقيم إلى الباب، رفض الخدم السماح له بالدخول، لكن ناثان نفسه خرج وقال باستخفاف: **”ماذا يريد هذا الفقير عندي؟”**
فأجاب ألياقيم بهدوء: **”الرب أرسلني إليك لأقول لك: هوذا زمان الفرج قد أتى. الرب سيعطيك نعمة إن تواضعت أمامه.”**
ثار غضب ناثان، لكن زوجته، التي كانت جالسة في الداخل، شعرت بلمسة في قلبها، فطلبت من زوجها أن يستمع للرجل. وبعد أيام قليلة، مرض ناثان مرضاً شديداً، وأدرك في ضعفه أنه يحتاج إلى رحمة الرب. فطلب ألياقيم، واعترف بتكبّره، وصلى معه.
ومن ذلك اليوم، بدأت بركة الرب تتدفق. شُفي ناثان، وبعد سنة، رزق هو وزوجته بطفل، بينما رُفع ألياقيم من فقره، إذ جعله ناثان وكيلاً على نصف أمواله، ليكون مثالاً للرحمة.
وهكذا، تحقق قول المزمور: **”يُقيم المسكين من التراب، ويرفع البائس من المزبلة، ليجلسه مع الشرفاء.”** وعاش الجميع يرددون: **”سبحوا اسم الرب من الشرق إلى المغرب، فهو العليّ الذي ينظر إلى المتواضعين!”**