الكتاب المقدس

رؤيا حزقيال عن الأرض المقدسة والعدل

**قصة النبي حزقيال والقسْم العادل**

في أيام السبي البابلي، بينما كان شعب إسرائيل مشتتين في أرض غريبة، أوحى الرب إلى النبي حزقيال برؤيا عظيمة عن مستقبل أرض الميعاد. وتكلم الرب مع حزقيال قائلاً:

**”يا ابن آدم، عندما تعودون إلى الأرض التي قسمتها لآبائكم، يجب أن تقسموا الأرض قسمة عادلة، تكون مقدسة للرب.”**

فبدأ حزقيال يصف بالتفصيل ما رآه في الرؤيا:

**الأرض المقدسة**

رأى النبي أرض إسرائيل مقسمة إلى أجزاء، لكن في وسطها جزءٌ مخصص للرب. قال الرب: **”هذا هو القسم المقدس، طوله خمسة وعشرون ألف قصبة، وعرضه عشرة آلاف. فيه يكون المقدس، قدس الأقداس.”**

وفي وسط هذا القسم، كان هناك منطقة مخصصة للهيكل، بيت الرب، حيث سيقدم الكهنة الذبائح وتُحفظ الشريعة. وحول الهيكل، كانت هناك مساكن للكهنة الذين يخدمون الرب، من نسل صادوق، لأنهم بقوا أمناء للرب حتى في زمن الضلال.

**قسْم الأمير والشعب**

ثم أوضح الرب أن الأرض الباقية تُقسم بين الأمير وبني إسرائيل. قال: **”ويكون للأمير قسم من هنا ومن هناك، مقابل القسم المقدس.”**

لكن الرب حذر الأمير من الظلم: **”يا أمراء إسرائيل، كفوا عن الظلم! اعدلوا في الموازين، ولا تغتصبوا شعبكم.”**

فوصف حزقيال كيف يجب أن تكون الموازين دقيقة: الإيفة للقمح، والبث للزيت، والهين للخمر. كل شيء بمقياس عادل، لأن الرب يكره الغش والجور.

**الذبائح والأعياد**

ثم تكلّم الرب عن الذبائح التي يجب أن يقدمها الأمير والشعب في الأعياد. في رأس السنة، وفي الفصح، وفي عيد المظال، يجب أن تُقدم ذبائح الخطية والمحرقات ليكفر الرب عن الشعب.

وقال الرب: **”في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول، يحفظون الفصح سبعة أيام، يأكلون خبزًا فطيرًا.”**

ورأى حزقيال كيف أن الشعب سيجتمع أمام الهيكل، والكهنة يقدمون الذبائح، والرب يقبلها رائحة سرور.

**ختام الرؤيا**

انتهى حزقيال من وصف الرؤيا، وتذكر كلمات الرب: **”ليكن قضاؤكم عدلاً، وليكن مقياسكم حقًا. قدسوا الرب في كل شيء.”**

فأدرك الشعب أن الرب يريد منهم العدل والطهارة، ليس في العبادة فقط، بل في كل تعاملاتهم. وعادوا من السبي وهم عازمون على إقامة مملكةٍ تليق بالرب، مملكة العدل والقداسة.

وهكذا، بقي كلام حزقيال يذكرهم دائمًا: **”الرب إلهكم قدوس، فكونوا قديسين في كل شيء.”**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *