الكتاب المقدس

قصة ألياقيم وتقديم الذبيحة عن الخطية في سفر اللاويين

**قصة الذبيحة عن الخطية: سرد مفصل من سفر اللاويين 4**

في أيام موسى النبي، بعد أن أسس الله نظام الذبائح لشعب إسرائيل، جاء رجل من بني إسرائيل يُدعى ألياقيم، وكان رجلاً تقياً يخاف الرب ويحرص على حفظ وصاياه. لكنه في أحد الأيام، دون أن يدري، أخطأ ضد الرب. فقد لمس جثة حيوان نجس حسب الشريعة، فانتهك بذلك وصية الله دون أن يعلم في تلك اللحظة.

عندما أدرك ألياقيم خطأه، امتلأ قلبه حزناً وخوفاً، لأنه عرف أن الخطية، حتى وإن كانت غير مقصودة، تفصل الإنسان عن قداسة الله. فتذكر كلام الرب لموسى: “إِذَا أَخْطَأَتْ نَفْسٌ سَهْواً فِي وَاحِدَةٍ مِنْ كُلِّ وَصَايَا الرَّبِّ… فَلْيُقَدِّمْ ذَبِيحَةً عَنْ خَطِيَّتِهِ.” (لاويين 4: 2).

فقرر ألياقيم أن يسرع إلى خيمة الاجتماع، حاملاً معه ثوراً صحيحاً من قطيعه، لأنه كان من رؤساء الشعب. وعندما وصل إلى باب المسكن، وقف أمام الكهنة، واعترف بخطيئته، طالباً الرحمة. فأخذ الكاهن الثور، وسار به إلى المذبح.

كان المشهد مهيباً: الدخان يتصاعد من المذبح النحاسي، ورائحة البخور تملأ المكان، وصوت صلاة الكاهن يتردد في الأجواء. وضع ألياقيم يده على رأس الثور، رمزاً لنقل خطيئته إلى الذبيحة. ثم ذبح الثور أمام الرب، فسال الدم الغزير على الأرض.

أخذ الكاهن من الدم بيده المقدسة، وذهب إلى خيمة الاجتماع، حيث رشَّ الدم سبع مرات أمام الحجاب الذي يفصل بين القدس وقدس الأقداس. ثم وضع من الدم على قرون مذبح البخور الذهبي، وسكب الباقي عند قاعدة مذبح المحرقة.

بعد ذلك، أُخذ كل شحم الثور، والكليتان، والكبد، وأُحرقت على المذبح رائحة سرور للرب. أما لحم الثور وجلده وبقاياه، فحُملت خارج المحلة، وأُحرقت بالنار في مكان طاهر، حيث صارت رمزاً لإزالة الخطية من وسط الشعب.

وهكذا، بعد أن تمت كل هذه الطقوس بدقة حسب وصية الرب، غُفرت خطيئة ألياقيم، وعادت نفسه إلى السلام مع الله. تذكر ألياقيم كلمات موسى: “هكَذَا يَفْعَلُ الْكَاهِنُ عَنْهُ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُ، فَيُغْفَرُ لَهُ.” (لاويين 4: 20). فسجد شاكراً للرب الذي وهبه وسيلة للتطهير، حتى عندما يخطئ الإنسان دون قصد.

ومن ذلك اليوم، عاش ألياقيم أكثر حذراً، حريصاً على طرق القداسة، متذكراً أن الرب إله قدوس، ولا بد من دمٍ يُسفك لمغفرة الخطايا. وهكذا ظل الشعب يتعلم أن الله عادل ورحيم، يطلب الطهارة، لكنه أيضاً يهيئ الطريق للتكفير، حتى يقتربوا إليه بقلوب نقيّة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *