**قصة الملك آسا وإصلاحاته: بناءً على سفر أخبار الأيام الثاني 15**
في تلك الأيام، كان آسا بن أبيّا ملكًا على يهوذا، وقد حكم في أورشليم ببرّ وتقوى. وكانت بداية حكمه مباركة، إذ طهر الأرض من الأصنام والمذابح الوثنية التي أقامها أسلافه. لكن مع مرور السنين، واجه تحديات عظيمة من الأعداء الذين أحاطوا بمملكته.
وفي أحد الأيام، بينما كان آسا يفكر في كيفية تعزيز إيمانه وإيمان شعبه، ظهر له نبيّ الله عزريا بن عوديد، ممتلئًا بروح الرب. وقف النبي أمام الملك وجيشه وقال بصوت عالٍ:
“اسمعوا لي يا آسا وكل يهوذا وبنيامين! الرب معكم ما دمتم معه. إن طلبتموه وجدتموه، وإن تركتموه يترككم. قد عاش إسرائيل زمانًا طويلًا بلا إله حق، بلا كاهن يعلّم، وبلا شريعة. ولكن في ضيقهم تضرعوا إلى الرب، فوجدهم وأنقذهم. فكونوا أقوياء ولا تتراخوا أيديكم، لأن لعملكم أجرًا عظيمًا!”
فتأثر آسا كلام النبي جدًا، فتشجع ونزع كل الرجاسات من أرض يهوذا وبنيامين، ومن المدن التي استولى عليها في جبل أفرايم. ثم جدد مذبح الرب الذي كان أمام الرواق، وجمع كل الشعب في أورشليم في الشهر الثالث من السنة الخامسة عشر من ملكه.
وذبحوا للرب في ذلك اليوم غنائم كثيرة مما أخذوه في الحرب، ونذروا أن يطلبوا الرب إله آبائهم بكل قلبهم وبكل نفسهم. وفرحوا فرحًا عظيمًا، لأنهم وجدوه بكل إخلاص، فاستراح لهم من كل الجهات.
حتى أن الملك عزل جدته معكة من الملكة لأنها صنعت تمثالًا لسارية، وقطع تمثالها الوثني وسحقه في وادي قدرون. ورغم أن المرتفعات لم تزل من إسرائيل تمامًا، إلا أن قلب آسا كان كاملًا مع الرب كل أيامه.
وأتى بفضة وذهب وأوانٍ مقدسة إلى بيت الرب، وجدد العهد بينه وبين شعبه أن يتبعوا الرب بلا انحراف. فساد السلام في الأرض، ولم تكن حرب حتى السنة الخامسة والثلاثين من ملكه.
وهكذا، بتأييد النبوة وإخلاص القلب، تمتع آسا وشعبه ببركات الرب، لأنهم أطاعوا وصاياه وثبتوا في عهده. فليكن هذا درسًا لنا أن نطلب الرب بلا كلل، لأنه لا يخزي من يتكل عليه.