**قصة مزمور 32: رحمة المغفرة وفرح التوبة**
في أيام داود النبي والملك، بعد أن أخطأ أمام الرب بخطيئته مع بثشبع، عاش الملك فترةً مليئةً بالحزن والضيق. فقد حاول في البداية أن يُخفي خطيئته، لكن عبء الذنب ثقُل على قلبه كجبلٍ لا يُحتمل. كان يشعر وكأن يد الرب ثقيلة عليه نهاراً وليلاً، حتى جفَّت قوته مثل العشب تحت حرارة الشمس الحارقة.
وفي إحدى الليالي، بينما كان داود يسير على سطح القصر، نظر إلى النجوم المتلألئة في السماء، فتذكر عظمة خالقه. انكسر قلبه أخيراً، فسجد على الأرض ودموعه تسيل كالنهر، وصرخ إلى الرب: **”يا رب، أنا أُقرُّ بخطيتي أمامك، ولم أعد أخفي إثمي. لقد أخطأت إليك وحدك، وفعلت الشر في عينيك!”**
فسمع الرب صرخة توبة داود، وفي تلك اللحظة، شعر وكأن حملاً ثقيلاً قد رُفع من على صدره. نزلت عليه نعمة المغفرة مثل المطر المنعش على أرضٍ قاحلة، وامتلأ قلبه بسلامٍ لم يجربه من قبل. أدرك داود أن التوبة الصادقة هي الطريق إلى الفرح الحقيقي، فكتب فيما بعد: **”طوبى للذي غُفر إثمه، وسُترت خطيته. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطيئة، وليس في روحه غش.”**
ومنذ تلك اللحظة، عاش داود في حريةٍ جديدة، فلم يعد عبداً للذنب، بل صار شاهداً لرحمة الله. كان يُعلّم شعبه قائلاً: **”عندما صمتُ ولم أعترف بخطيتي، بليت عظامي من زفيري اليومي. لكن عندما فتحت قلبي للرب، غفر لي في الحال!”**
وأصبح ينصح كل من حوله: **”لا تكونوا مثل الحصان أو البغل الذي لا يفهم، فيحتاج إلى لجامٍ وقوةٍ ليرضخ. بل تذكروا أن الرب يحيط بالتائبين محبةً، ويُسرُّ بهم عندما يأتون إليه بقلبٍ منكسر.”**
وهكذا، تحوَّلت حياة داود من الظلمة إلى النور، ومن الثقل إلى الفرح، لأن الرب غفر له. فكان دائم التسبيح قائلاً: **”افرحوا بالرب وابتهجوا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب!”**
فليكن هذا المزمور تذكاراً لكل من يقرأه: **مهما بلغت الخطيئة، فإن غفران الله أعظم. ومهما اشتدت ثِقل الذنب، فإن نعمة الرب تُحيط بالتائبين.**