الكتاب المقدس

قصة مزمور ٩٦ تسبيح الرب الجديد بين الأمم

**قصة مزمور ٩٦: تسبيح الرب الجديد**

في قديم الأيام، عندما كانت الشعوب تعبد الأصنام وتتبع آلهة باطلة، أعلن الرب دعوته لجميع الأمم لتمجيد اسمه القدوس. وكان هناك رجل تقي اسمه ألياقيم، يسكن في قرية صغيرة عند سفوح جبال يهوذا. كان ألياقيم يقرأ التوراة ويعلم أولاده كلمات المزامير، لكن قلبه اشتاق إلى رؤية مجد الرب يملأ الأرض كما ملأ السماء.

وفي ليلة هادئة، بينما كان ألياقيم يصلي تحت جنح الظلام، سمع صوتًا كالريح العاصفة يقول: **”غَنُّوا لِلرَّبِّ نَشِيدًا جَدِيدًا! غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ!”** (مزمور ٩٦:١). ارتعد الرجل وخاف، لكن السلام الإلهي غمر قلبه. فأدرك أن الرب يدعوه لنشر تسبحة جديدة بين الأمم.

في الصباح، جمع ألياقيم أبناء قريته وقال لهم: **”يا شعبي، الرب العظيم يستحق التسبيح! فهو خلق السموات وزينها بالنجوم، وأسس الأرض على البحار. كل آلهة الأمم أصنام باطلة، لكن إلهنا هو الذي صنع السماوات!”** (مزمور ٩٦:٥). فبدأ الناس يرتلون ويرقصون أمام الرب، وانتشرت التسبحة في القرى المجاورة.

ولكن لم يكن الجميع فرحين بهذه الدعوة. ففي مدينة قريبة، كان هناك كهنة يعبدون البعل، فغضبوا عندما سمعوا أناسًا يسبحون لإله إسرائيل. فأرسلوا جنودًا ليمنعوا ألياقيم، لكن عندما وصلوا، رأوا شيئًا عجيبًا: السماء امتلأت بأنوار بهيئة، وكأن كل الخليقة تسبح مع المؤمنين. فسقط الجنود على وجوههم خوفًا، وصرخ أحدهم: **”حقًا، الرب هو الإله الحقيقي! فالسموات تعلن برّه، والشعوب كلها ترى مجده!”** (مزمور ٩٦:١٣).

ومن ذلك اليوم، انتشرت تسبحة ألياقيم في كل مكان. حتى الملوك من الأمم البعيدة سمعوا عن إله إسرائيل، فأرسلوا هدايا إلى أورشليم اعترافًا بملكوته. وتحققت النبوة: **”يُبَشِّرُ السَّمَاءُ بِبِرِّهِ، وَكُلُّ الشُّعُوبِ يَرَوْنَ مَجْدَهُ”** (مزمور ٩٦:١٣).

وهكذا، تعلم الشعب أن الرب سيدين العالم بالعدل، وسيملك على كل الخليقة. فكانوا يترقبون اليوم الذي يأتي فيه ملك المجد ليجدد كل شيء، فازداد إيمانهم، وواظبوا على تسبيحه كل أيام حياتهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *