الكتاب المقدس

بركة بيت ألياقيم من مزمور ١٢٨

**قصة مباركة مستوحاة من المزمور ١٢٨**

في قديم الأيام، في قرية صغيرة تطل على تلال الخصب والسلام، عاش رجل تقي اسمه ألياقيم. كان ألياقيم خادماً أميناً للرب، يسير في طرقه بقلبٍ مملوءٍ إيماناً وخشوعاً. كل صباح، وقبل أن تلمس أشعة الشمس الأولى حقول القمح، كان يركع أمام الرب مصلياً، شاكراً له على نعمه، طالباً الحكمة في كل خطوة يخطوها.

كان ألياقيم يعمل في حقله بتعبٍ ومثابرة، لكنه لم يعتمد على قوته وحده، بل كان يعلم أن “إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلاً يتعب البناؤون” (مزمور ١٢٧: ١). لذلك، كان يبارك كل بذرة يزرعها، وكل غصن يقطفه، واثقاً أن الرب سيجعل تعبه مثمراً. وبالفعل، كانت أرضه تنتج محاصيل وفيرة، حتى أن جيرانه كانوا يتعجبون من بركة الله الظاهرة في حياته.

وفي بيته، كانت زوجته، شلميث، امرأة حكيمة ومحبوبة، تسنده في كل شيء. كانت كالكرمة المثمرة في جوانب بيته (مزمور ١٢٨: ٣)، تملأ المنزل دفئاً وحناناً. وكان أولادهما، ثلاثة شباب وفتاة صغيرة، ينموا مثل غروس الزيتون حول المائدة (مزمور ١٢٨: ٣). كل يوم، كان ألياقيم يجمع عائلته حول مائدة الطعام، يقرأ عليهم كلام الرب، ويعلّمهم مخافة الله.

ذات يوم، اجتاحت المنطقة عاصفة شديدة، هدمت العديد من المنازل وأتلفت المحاصيل. خاف أهل القرية، لكن ألياقيم ظل ثابتاً في إيمانه. قال لزوجته وأولاده: “الرب هو راعينا، فلا نخاف. هو الذي يحفظنا ويباركنا حتى في الأوقات الصعبة.” وبالفعل، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقرية، نجا بيت ألياقيم من الدمار، وظلت أرضه محتفظة بجزء كبير من محاصيلها.

عندما رأى الجيران ما حدث، أتوا إليه وسألوه: “كيف نلت هذه البركة؟” فأجابهم ألياقيم بهدوء: “طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه” (مزمور ١٢٨: ١). ثم شرح لهم أن البركة ليست في الغنى أو القوة، بل في مخافة الله واتباع وصاياه. ومن ذلك اليوم، بدأ الكثيرون في القرية يطلبون وجه الرب، ويقبلون على الصلاة والعبادة.

ومرت السنوات، وكبر أولاد ألياقيم في حكمة ونعمة. أصبحوا شباباً أقوياء في الإيمان، يباركون الآخرين كما باركهم الرب. وكانت القرية كلها تشهد بأن بيت ألياقيم هو بيت البركة، لأن الرب أقامه على أساس متين.

وفي شيخوخته، كان ألياقيم يجلس تحت شجرة الزيتون أمام بيته، ينظر إلى أحفاده يلعبون حوله، ويذكر كلمات المزمور الذي كان دائماً يردده: “يباركك الرب من صهيون، فتنظر خير أورشليم كل أيام حياتك، وتري بني بنيك. السلام على إسرائيل” (مزمور ١٢٨: ٥-٦). ثم يرفع عينيه إلى السماء، شاكراً الرب على كل نعمته وأمانته.

وهكذا عاش ألياقيم وعائلته في بركة وسلام، لأنهم اتكلوا على الرب بكل قلوبهم، فلم يخذلهم أبداً.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *