يوم الرب العظيم والرجل الشرير في تسالونيكي (العنوان بالعربية ضمن الحد المسموح من الأحرف ودون استخدام علامات التنصيص أو النجوم.)
**القصة: يوم الرب العظيم والرجل الشرير**
في مدينة تسالونيكي، حيث كانت الكنيسة الناشئة تواجه اضطهادًا شديدًا وضلالات مخيفة، جلس المؤمنون معًا في منزل أحد الإخوة، قلوبهم مثقلة بالأسئلة. فقد انتشرت أخبار مزعجة عن مجيء الرب، وكيف أن يوم الدينونة قد حل عليهم بالفعل. بعض المعلمين الكذبة كانوا يزعمون أن الرب يسوع قد عاد سرًا، وأن نهاية العالم قد أتت.
وسط هذه الفوضى، تذكر أحد الشيوخ كلمات الرسول بولس التي كتبها إليهم في رسالته الثانية. فقام وفتح الدرج الخشبي الذي يحفظ فيه الرسائل، وأخرج اللفيفة التي تحمل كلمات بولس المليئة بالحكمة. بدأ يقرأ بصوت واضح:
**”لا تتزعزعوا سريعًا في أذهانكم، ولا ترتاعوا من روعة أو كلام أو رسالة كأنها منا، مفادها أن يوم الرب قد حان.”**
توقفت الأنفاس، وارتفعت الأصوات بالصلاة. واصل الشيخ القراءة:
**”لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا بد أن يأتي الارتداد أولاً، ويُستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك.”**
ساد صمت عميق. من هو هذا الإنسان الشرير؟ وكيف سيظهر؟ تابع الشيخ القراءة، وشرح لهم أن هذا الرجل سيكون تجسيدًا للشر، وسيقاوم الله ويتعالى على كل ما يُدعى إلهًا. سيجلس في هيكل الله، مدعيًا أنه الإله نفسه!
**”ألا تذكرون أني كنت أخبركم بهذا وأنا بعد بينكم؟”**
أومأ بعض الحاضرين برؤوسهم، فقد حذرهم بولس من هذا الضلال عندما كان بينهم. لكن البعض الآخر ارتعد خوفًا. كيف يمكن لمخلوق أن يجرؤ على ادعاء الألوهية؟
أجاب الشيخ: **”السرّ الإثم الآن يعمل فقط، إلى أن يُرفع من الوسط الذي يحجزه الآن.”**
فسّر لهم أن هناك قوة تحجز هذا الشر، ولكن حين تُرفع هذه القوة، سينطلق إبليس بقوة، وسيظهر ابن الهلاك بكل خديعته. سيعمل بكل قوة الشيطان، وبآيات وعجائب كاذبة، ليضلّ حتى المختارين لو أمكن.
لكن الرسول واصل كلامه المشجع: **”ولكن الرب سيُبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه.”**
تهللت وجوه المؤمنين. نعم، مهما بلغت قوة هذا الشرير، فإن مجيء الرب يسوع سيكون نهايته! سيُباد بكلمة من فم المسيح، كما يُباد الظلام بنور الشمس.
ثم ختم الشيخ القراءة بالكلمات الأخيرة من الرسول: **”أما نحن، فيجب أن نشكر الله كل حين لأجلكم، أيها الإخوة المحبوبون من الرب، لأن الله اختاركم من البدء للخلاص.”**
ارتفعت أصواتهم بالحمد والشكر. نعم، قد تأتي الأيام الشريرة، وقد يظهر الضلال، لكن الله أمين، وهو سيحفظهم إلى النهاية. تعاهدوا على الثبات في الإيمان، وعدم الانخداع بالأكاذيب، وانتظار مجيء الرب بمجد عظيم.
وهكذا، بينما كانت العواصف الهوجاء تضرب خارجًا، بقي المؤمنون في سلام، لأن كلمة الله كانت مصباحًا لنعالهم، ونورًا لسبيلهم.