الكتاب المقدس

رؤيا الملائكة السبعة ودينونة الله العظيمة

**الرؤيا العظيمة: ملائكة الغضب السبعة**

في الأيام الأخيرة، عندما اكتملت مقاصد الله، رأيتُ منظرًا عظيمًا في السماء. كان هناك بحر من زجاجٍ مختلطٍ بنار، واقفٌ عليه أولئك الذين انتصروا على الوحش وصورته وعلى عدد اسمه. كانوا يحملون قيثارات الله، ويسبحونه بأغاني موسى عبد الله، وأغنية الخروف، قائلين:

*”عظيمةٌ وعجيبةٌ هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء! عادلةٌ وحقٌ هي طرقك يا ملك القديسين! من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك؟ لأنك وحدك قدوس، لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك، لأن أحكامك قد أظهرت!”*

وبعد ذلك، انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء، وخرج منه السبعة ملائكة الذين معهم السبع ضربات الأخيرة، وهم لابسون ثيابًا بيضاء ناصعة، ومتمنطقين بزنودٍ من ذهبٍ حول صدورهم. ثم أعطى أحد الأربعة حيوانات السبعة جاماتٍ من ذهبٍ، مملوءةً من غضب الله الحي إلى أبد الآبدين. فامتلأ الهيكل من دخانٍ من مجد الله، ومن قدرته، ولم يستطع أحدٍ أن يدخل الهيكل حتى تكمل ضربات الملائكة السبعة.

**الضربة الأولى: القروح المؤلمة**

وبدأ الملاك الأول بسكب جامه على الأرض، فخرجت قروحٌ خبيثةٌ ومؤلمةٌ على الناس الذين كان لهم سمة الوحش، والذين سجدوا لصورته. كان الألم عظيمًا حتى إن البعض كانوا يصرخون ليل نهار طلبًا للراحة، لكن لا راحة لهم.

**الضربة الثانية: البحر يتحول إلى دم**

ثم سكب الملاك الثاني جامه في البحر، فصار دمًا كدم الميت، وماتت كل نفسٍ حيةٍ في البحر. كانت رائحة الموت تفوح من الأمواج، وتحولت المياه الزرقاء الصافية إلى لون القرمز القاتم. صار الصيادون يبكون على مهنتهم، والتجار يندبون خسائرهم، لأن ثروات البحر قد دمرت.

**الضربة الثالثة: الأنهار والينابيع تصير دمًا**

وأتبع الملاك الثالث جامه في الأنهار وعيون المياه، فصارت دمًا. وسمعت الملاك قائلًا: *”عادلٌ أنت أيها الكائن والذي كان والذي يكون، لأنك حكمت هكذا! لأنهم سفكوا دم القديسين والأنبياء، فقد أعطيتهم دمًا ليشربوا، لأنهم مستحقون!”*

فصرخ المذبح قائلًا: *”نعم أيها الرب الإله القادر على كل شيء، حقٌ وعادلةٌ هي أحكامك!”*

**الضربة الرابعة: الشمس تحرق الناس بنار**

ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس، فأعطيت سلطانًا أن تحرق الناس بنارها. فاحترق الناس حرقًا شديدًا من شدة الحر، وجدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات، ولم يتوبوا ليعطوه مجدًا.

**الضربة الخامسة: ظلمة على مملكة الوحش**

وسكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش، فصارت مملكته مظلمة، وكان الناس يعضون ألسنتهم من الألم. لكنهم استمروا في تجديفهم على إله السماء بسبب آلامهم وقروحهم، ولم يرجعوا عن أعمالهم الشريرة.

**الضربة السادسة: نهر الفرات يجف**

ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر العظيم الفرات، فنشف ماؤه لكي يُعد الطريق لملوك المشرق. وخرجت ثلاثة أرواح نجسة تشبه ضفادع من فم التنين، ومن فم الوحش، ومن فم النبي الكذاب. فهي أرواح شياطين صانعة آيات، تخرج على ملوك المسكونة كلها لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم، يوم الله القادر على كل شيء.

**الضربة السابعة: الزلزال العظيم والبرد الثقيل**

وأخيرًا، سكب الملاك السابع جامه في الهواء، فصدر صوتٌ عظيمٌ من هيكل السماء، من العرش قائلًا: *”قد تم!”*

وحدثت بروقٌ وأصواتٌ ورعودٌ، وحدث زلزالٌ عظيمٌ لم يحدث مثله منذ وُجد الناس على الأرض. وانشقت المدينة العظيمة إلى ثلاثة أقسام، وسقطت مدن الأمم. وذكرت بابل العظيمة أمام الله ليعطيها كأس خمر سخط غضبه. وكل جزيرة هربت، والجبال لم توجد.

ونزل من السماء بردٌ عظيمٌ ثقيلٌ كوزنٍ وزنةٍ، فجدف الناس على الله من أجل ضربة البرد، لأن ضربتها كانت شديدة جدًا.

وهكذا تمت دينونة الله العادلة، واستعلن غضبه القدوس على كل شرٍ وظلمٍ. لكن وسط كل هذا، بقي رجاء القديسين الذين غلبوا، لأنهم عرفوا أن الرب هو الإله الحق، وسيملك إلى أبد الآبدين.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *