الكتاب المقدس

قصة الطهارة في سفر اللاويين: ألياقيم وشلميث

**قصة من سفر اللاويين: الإصحاح الخامس عشر**

في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية، أوحى الرب إلى موسى وهارون بتعليمات دقيقة تتعلق بالطهارة والنجاسة، خاصة فيما يخص السيلان من الجسد. وكانت هذه الشرائع لتحفظ الشعب مقدسًا، لأن الرب إلههم قدوس، وأرادهم أن يكونوا مقدسين في كل شيء.

### **الرجل الذي أصيب بالسيلان**

كان هناك رجل اسمه ألياقيم، من سبط يهوذا، أصيب بسيلان دائم من جسده. فحزن ألياقيم جدًا، لأنه عرف أن هذا السيلان يجعله نجسًا حسب شريعة الرب. فلم يعد قادرًا على الاقتراب من خيمة الاجتماع، ولا من المشاركة في أي من الطقوس المقدسة. شعر بالوحدة والانعزال، وكأنه مطرود من حضرة الرب.

وفي أحد الأيام، بينما كان جالسًا خارج المحلة، سمع صوت موسى النبي يعلن للشعب: “إذا كان لرجل سيلان من جسده، فهو نجس. وكل فراش ينام عليه، وكل شيء يجلس عليه يكون نجسًا. ومن يلمسه يجب أن يغسل ثيابه ويستحم بالماء، ويكون نجسًا إلى المساء.”

فهم ألياقيم أن عليه أن يعترف بحالته، فذهب إلى الكاهن وأخبره بما أصابه. فأمره الكاهن أن يعزل نفسه خارج المحلة، وأن يبتعد عن كل اتصال بالآخرين حتى يشفى. كما أمره أن يحسب سبعة أيام بعد توقف السيلان، ثم يغسل ثيابه ويستحم في ماء حي، وعندئذٍ يعود طاهرًا.

### **الأيام السبعة للتطهير**

أطاع ألياقيم كلام الكاهن، وعاش في خيمة صغيرة بعيدًا عن المحلة. وفي كل يوم، كان يتضرع إلى الرب طالبًا الشفاء. وفي اليوم السابع، توقف السيلان، ففرح ألياقيم فرحًا عظيمًا. ثم جمع ثيابه وغسلها جيدًا، واغتسل في النهر القريب. وبعد ذلك، قدم ذبيحة للرب: حمامتين أو عصفورين، واحدة ذبيحة خطية، والآخرى محرقة.

فحسبه الكاهن طاهرًا، وأعلن أمام الجميع أن ألياقيم قد تطهر، فعاد إلى محلة إسرائيل بفرح، وشكر الرب على نعمته ورحمته.

### **المرأة التي أصيبت بالنزف**

وفي تلك الأيام أيضًا، كانت هناك امرأة اسمها شلميث، من سبط لاوي، عانت من نزف دم لمدة اثني عشر عامًا. وكانت تشعر بالخجل والألم، لأن الشريعة كانت تقول: “إذا كان لامرأة سيلان دم، وكان سيلانها من جسدها دمًا، فتكون في طمثها سبعة أيام، وكل من يلمسها يكون نجسًا إلى المساء.”

لكن حالتها كانت أشد، لأن النزف لم يتوقف. فابتعدت عن الناس، خوفًا من أن تنجس أحدًا. وكانت تسمع عن معجزات الرب، فرفعت قلبها إليه طالبة الشفاء. وفي يوم من الأيام، بعد أن توقف النزف، حضرت إلى الكاهن، وحسبت سبعة أيام، ثم قدمت ذبيحتها كما أمر الناموس.

فطهرها الكاهن، وعادت إلى حياتها الطبيعية، ممتنة للرب الذي يسمع صلاة المنسحقين.

### **درس الطهارة والقداسة**

وهكذا تعلم بنو إسرائيل أن الرب يريدهم أن يكونوا طاهرين في أجسادهم وقلوبهم. لأن القداسة لا تتعلق بالظاهر فقط، بل بالنقاء الداخلي أيضًا. وكانت هذه الشرائع تذكيرًا لهم بأن الله قدوس، وهو يدعوهم إلى الحياة المقدسة.

فليتذكر كل من يقرأ هذه الكلمات أن الرب يهتم بكل تفاصيل حياتنا، ويطلب منا أن نسعى إلى الطهارة في كل شيء، لأننا هياكل للروح القدس، ودعينا إلى الحياة المقدسة التي ترضيه.

**والرب يبارك شعبه ويحفظهم في طريقه.**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *