الكتاب المقدس

**رسالة المحبة في غلاطية: حمل الأثقال معاً**

**قصة من رسالة بولس إلى أهل غلاطية: الفصل السادس**

في مدينة غلاطية، حيث كانت الشمس تشرق بلون ذهبي على البيوت الحجرية والطرق الضيقة، اجتمع المؤمنون في بيت أحد الإخوة ليسمعوا كلمة الرب. كان الجو مليئاً بالهدوء والسلام، لكن قلوب بعضهم كانت ثقيلة بأحمالهم وخطاياهم. بينما كانوا يتحدثون، دخل عليهم رجل حكيم يدعى تيموثاوس، حاملاً معه رسالة من بولس الرسول، الذي كان قد علم بمشاكلهم وصراعاتهم الروحية.

فتح تيموثاوس الرسالة وبدأ يقرأ بصوت واضح وعميق: **”أيّها الإخوة، إن وقع إنسانٌ في خطيةٍ ما، فأنتم الذين روحي بينكم، أصلحوه بروح الوداعة، واحترس لنفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضاً. احملوا أثقال بعضكم البعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح.”**

توقف تيموثاوس للحظة ونظر إلى الحضور بعينين مليئتين بالحب والحكمة. ثم واصل القراءة: **”لأنه إن ظن أحدٌ أنه شيءٌ وهو ليس شيئاً، فإنه يخدع نفسه. ولكن ليختبر كل واحدٍ عمله، وحينئذٍ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره. لأن كل واحدٍ سيحمل حمل نفسه.”**

ساد صمتٌ عميقٌ في المكان، وكأن كلمات بولس كانت تلامس أعماق قلوبهم. رفع أحد الإخوة، اسمه أليعازر، صوته وقال: “لكن كيف لنا أن نحمل أثقال بعضنا البعض بينما نحن أنفسنا ضعفاء؟” فأجاب تيموثاوس: **”لأنه هكذا أوصانا الرب. اسمعوا ما يكتبه بولس أيضاً: ‘وليشارك الذي يتعلّم الكلمة مَن يعلّمه في جميع الخيرات.’ لا تضلّوا، الله لا يُشمخ عليه. فإن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً.”**

تحدثت امرأة تدعى مرثا، وكانت عيناها تلمعان بالإيمان: “وماذا يعني أن نزرع للجسد أو للروح؟” فأجاب تيموثاوس: **”اسمعي ما كتبه بولس: ‘فإن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية.’ فلنعمل الخير ولا نمل، لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل.”**

ثم أضاف تيموثاوس بصوت مؤثر: **”فإذاً، حسبما لنا فرصة، فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لأهل الإيمان.”** شعر الجميع بقوة هذه الكلمات، وكأنها نار مقدسة تشعل في قلوبهم الرغبة في المحبة والعطاء.

في النهاية، قرأ تيموثاوس خاتمة الرسالة: **”انظروا بأي حروف كبيرة كتبت إليكم بيدي. جميع الذين يريدون أن يُرضوا في الجسد، هؤلاء يلزمونكم أن تختتنوا، فقط لئلا يُضطهدوا من أجل صليب المسيح.”** ثم أردف: **”لأن الختان لا شيء، ولا عدم الختان شيء، بل الخليقة الجديدة. وكل مَن سلك بحسب هذا القانون، فسلام عليه ورحمة، وعلى إسرائيل الله.”**

بعد أن أنهى تيموثاوس القراءة، رفع الجميع أصواتهم بالصلاة، وشعروا بقوة الرب تحيط بهم. عرفوا أن طريق الإيمان ليس سهلاً، لكن بولس ذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم. فالمسيح معهم، وهم مدعوون ليكونوا عائلة واحدة تحمل بعضها البعض في المحبة والرحمة.

وفي تلك الليلة، بينما كانت النجوم تتلألأ في سماء غلاطية، خرج المؤمنون وهم ممتلئون رجاءً، عازمين على أن يعيشوا بالإيمان، ويحملوا أثقال بعضهم البعض، متممين ناموس المسيح في المحبة والخدمة. وهكذا، كانت كلمات بولس رسالة حية في قلوبهم، تذكرهم دوماً بأن “الحصاد يأتي في وقته، إن كنا لا نكل.”

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *