الكتاب المقدس

**قصة الإيمان والمحبة في رسالة يوحنا الأولى**

**قصة من رسالة يوحنا الأولى: الإيمان والمحبة في ضوء النور الإلهي**

في مدينة قديمة تشرق عليها شمس العدل الإلهي، اجتمع المؤمنون حول الشيخ يوحنا، ذلك الرسول الحكيم الذي عاش مع المسيح وتعلم من حكمته. كان وجهه يشع بنور المحبة، وعيناه تعكسان عمق الإيمان الذي اختبره عبر السنين. بدأ يوحنا يتحدث بصوته الهادئ لكنه القوي، وكلماته كانت كالنور يضيء قلوب الحاضرين.

**”يا أحبائي، لا تكتب إليكم وصية جديدة، بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء.”**

تذكر المؤمنون كلمات المسيح التي سمعوها من قبل، الوصية العظيمة: أن يحبوا بعضهم بعضاً كما أحبهم هو. لكن يوحنا أضاف: **”الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها.”** كان يشير إلى أن المحبة ليست مجرد شعور عابر، بل هي حقيقة ثابتة كشمس تشرق كل يوم.

ثم أدار يوحنا نظره إلى الشباب بينهم، الذين انتصروا على إغراءات العالم بفضل إيمانهم. قال: **”أكتب إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير.”** كانت عيون الشباب تتقد حماساً، فقد عرفوا أن قوتهم ليست منهم، بل من المسيح الذي يسكن في قلوبهم.

لكن يوحنا حذر الكل من محبة العالم، فقال: **”لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم.”**

تأمل الحاضرون في كلماته، فالعالم حولهم كان مليئاً بزخارف تلهي القلوب عن الله. بعضهم تذكر كيف كانوا من قبل، يسعون وراء الملذات الزائلة، لكن النور الإلهي غير مسار حياتهم.

ثم رفع يوحنا صوته قليلاً: **”العالم يمضي وشهوته، أما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.”** كانت هذه الكلمات كالبلسم على قلوب المؤمنين، فهي تذكرهم بأن كل شيء زائل إلا ملكوت الله.

وأخيراً، نظر يوحنا إلى الأطفال في الإيمان، أولئك الذين بدأوا رحلتهم مع المسيح، وقال: **”أكتب إليكم أيها الأولاد، لأنكم عرفتم الآب.”** ثم ختم كلامه بتذكيرهم بالمسيح، الفادي الحقيقي: **”من ينكر الابن ليس له الآب أيضاً، ومن يعترف بالابن فله الآب أيضاً.”**

هكذا انتهى اللقاء، لكن الكلمات بقيت محفورة في قلوب المؤمنين. عاد كل واحد إلى بيته، حاملاً في قلبه نور المحبة والإيمان، عالماً أن الحياة الحقيقية هي في الثبات في المسيح، النور الذي لا يخفت أبداً.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *