الكتاب المقدس

قصة الملك أحشويروش ومجد مردخاي اليهودي

**قصة الملك أحشويروش ومجد مردخاي**

في تلك الأيام، عندما كان الملك أحشويروش يحكم من الهند إلى كوش على مئةٌ وسبعٌ وعشرون مقاطعة، كتب في سجلات مملكته عن عظمته ومجد مردخاي اليهودي الذي رفعه الملك إلى أعلى المراتب. فقد كان مردخاي، ابن يائير بن شمعي بن قيش، من سبط بنيامين، رجلاً أمينًا، خادمًا للملك ومحبًا لشعبه.

وبعد أن أنقذ مردخاي الملك من مؤامرة بيغتان وتارش، خادمي الباب الذين كانا يريدان اغتياله، كتب الملك في مراسيمه عن فضل مردخاي، وجعله وزيرًا أول في المملكة. وكان مردخاي يُحتَرم بين اليهود، محبوبًا من إخوته، يسعى دائمًا لخير شعبه ويتكلم بالسلام لكل جنسه.

وفي أيام حكم أحشويروش العظيم، ازدادت ثروة المملكة، وامتدت تجارتها إلى أقاصي الأرض. وكان مردخاي بكل حكمته يُدير شؤون المملكة مع الحكام والولاة، ويُرسل مراسيم الملك إلى كل المقاطعات بلغاتها المتعددة. وكان اليهود في كل مكان يعيشون بأمانٍ وسلام، بفضل نفوذ مردخاي لدى الملك.

وكان الملك أحشويروش يُظهر لمردخاي كل تكريم، حتى إنه أمر بنقش صورته على أبواب القصر الملكي، وجعل اسمه يُذكَر في كل اجتماعٍ للحكام. وكان مردخاي يلبس ثيابًا ملكيةً أرجوانية وبيضاء، وتاجًا من ذهبٍ خالص، ويركب جوادًا من خيل الملك، فيجول في شوارع شوشن العاصمة، والشعب يهتف له بالفرح.

أما الملكة أستير، ابنة عم مردخاي، فقد بقيت في القصر الملكي، تحظى بمحبة الملك، وتعمل مع مردخاي لضمان راحة اليهود في كل أنحاء المملكة. وكانت أيامهم مليئة بالبركة، لأن الرب كان معهم، يحفظهم من كل مكروه.

وهكذا سجل الكتبة في سجلات فارس ومادي عن أعمال مردخاي العظيمة، وكيف أن الله استخدمه لإنقاذ شعبه من الدمار. فصار اسمه مخلدًا في التاريخ، ليس فقط كرجل دولةٍ حكيم، بل كمُخلِصٍ لشعبه، وكرمزٍ لعناية الرب التي لا تفارق الذين يتكلون عليه.

فتبارك الرب إله إسرائيل، الذي يقيم من يتواضع، ويرفع الضعيف إلى العلو، ويحفظ شعبه في كل الأجيال!

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *