الكتاب المقدس

قصة ألياقيم وتوكله على الله في المزمور ٨٦

**قصة مزمور ٨٦: صلاة الرجل المتوكل على الله**

في أيامٍ قديمة، في مدينة داود، عاش رجلٌ اسمه ألياقيم. كان رجلاً تقياً، محباً لله، لكن حياته لم تكن خالية من المحن. فقد واجه الاضطهاد من الأشرار، وتعرّض للظلم من قِبل جيرانه الذين كانوا يكيدون له المكائد. لكن قلب ألياقيم كان مليئاً بالثقة في الرب، فكان يرفع صلواته باكياً، طالباً الرحمة والعون.

وفي يومٍ من الأيام، اشتدت عليه الضيقات، فذهب إلى هيكل الرب، وسجد أمام المذبح، وبدأ يصلّي من أعماق قلبه، كما كُتب في المزمور: **”أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْتَجِبْ لِي، لأَنِّي مِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. اِحْفَظْ نَفْسِي فَإِنِّي تَقِيٌّ. خَلِّصْ عَبْدَكَ يَا إِلَهِي الْمُتَوَكِّلَ عَلَيْكَ.”**

كانت كلماته تخرج من فمه بحرارة، والدموع تنهمر على خديه. تذكّر ألياقيم كيف أن الرب قد أنقذه في الماضي من الأخطار، وكيف كان رحيماً به رغم ضعفه. فتابع صلاته: **”ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ، لأَنِّي إِلَيْكَ أَصْرُخُ كُلَّ يَوْمٍ. فَرِّحْ نَفْسَ عَبْدِكَ، لأَنِّي إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي.”**

وفي تلك اللحظة، شعر بسلامٍ يغمر قلبه، وكأن صوتاً من السماء يهمس في أذنيه: **”أَنْتَ إِلَهِي صَبُورٌ وَرَحِيمٌ، وَعَطُوفٌ وَحَقٌّ.”** فازداد إيمانه، وعرف أن الرب لن يتخلى عنه.

لكن المحنة لم تنتهِ بعد. ففي اليوم التالي، وقف أعداؤه أمامه يستهزئون به، قائلين: **”أين إلهك الذي تتباهى به؟ لماذا لا ينقذك؟”** لكن ألياقيم لم يتردد، بل أجابهم بهدوء: **”يَا رَبُّ، جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ صَنَعْتَهَا سَتَأْتُونَ وَتَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، وَتَمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ وَحْدَكَ الإِلَهُ.”**

وفجأة، حدثت عجيبة. فقد ضرب الرب قلوب أعدائه بالخوف، فتراجعوا عنه، وبدأ بعضهم يشهد لقوة إلهه. ومن ذلك اليوم، عاش ألياقيم في سلام، وهو يشكر الرب قائلاً: **”أَعْطِنِي يَا رَبُّ قَلْباً طَاهِراً، وَعَلِّمْنِي طُرُقَكَ لأَسْلُكَ فِي حَقِّكَ.”**

وهكذا، تعلّم كل من سمع قصته أن الله لا يترك من يتكل عليه، بل يستجيب لصراخ الأتقياء، ويُظهر رحمته وعجائبه في الوقت المناسب. **”لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.”**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *