**قصة من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الفصل الرابع عشر**
في مدينة كورنثوس المزدهرة، حيث تلتقي الثقافات وتتنوع العبادات، اجتمع المؤمنون في بيت أحد الإخوة ليشاركوا في اجتماع الصلاة والعبادة. كانت الجماعة تتكون من يهود ويونانيين، أغنياء وفقراء، عبيد وأحرار، لكنهم جميعًا متحدون في المسيح. ومع ذلك، بدأت بعض الخلافات تظهر بينهم حول مواهب الروح، وخاصةً التكلم بألسنة وموهبة النبوة.
كان هناك رجل يُدعى أندراوس، الذي امتلأ بالروح القدس وكان يتكلم بألسنةٍ مختلفةٍ أثناء الصلاة. كان قلبه يفيض بالابتهاج، وكان يشعر بقربٍ شديدٍ من الله عندما يُصلي بهذه الطريقة. لكن بعض المؤمنين، وخاصةً الذين لم يفهموا هذه الألسنة، كانوا يشعرون بالارتباك. بينما كانت امرأة تُدعى بريسكيلا، كانت لها موهبة النبوة، تتكلم بكلمات واضحة تُعزّي المؤمنين وتوبخ الخطاة وتُرشد الجميع إلى طريق الحق.
وفي أحد الأيام، بينما كان الجميع مجتمعين، وقف أندراوس ليُصلي بصوتٍ عالٍ بألسنةٍ لم يفهمها أحد. شعر البعض بالاندهاش، بينما ارتبك آخرون. ثم وقف شابٌ جديد في الإيمان يُدعى مرقص، وقال: “أخوتي، لا أفهم ما يقوله أندراوس. كيف يمكننا أن نقول ‘آمين’ على صلاته إذا كنا لا نعرف ما يقول؟”
عندئذٍ، تقدمت بريسكيلا بحكمة وقالت: “أيها الإخوة، اسمحوا لي أن أقرأ لكم ما كتبه الرسول بولس عن هذا الأمر.” ثم فتحت الدرج الذي يحتوي على الرسالة التي أرسلها بولس إليهم، وقرأت:
**”اطلبوا المحبة، وتغرضوا لمواهب الروح، وخاصةً لأن تتنبأوا. لأن من يتكلم بلسانٍ لا يكلم الناس بل الله، لأن ليس أحدٌ يفهمه، بل هو يتكلم بأسراري في الروح. ولكن من يتنبأ يكلم الناس ببنيان ووعظ وتسلية. من يتكلم بلسانٍ يبني نفسه، وأما من يتنبأ فيبني الكنيسة.”**
ساد الصمت المكان بينما استوعب الجميع كلمات بولس. ثم قال أندراوس بتواضع: “أخوتي، إنني لا أريد أن أكون سبب ارتباك لأحد. إذا كانت موهبتي لا تفيد الكنيسة إلا إذا فُسِّرت، فسأصلي في قلبي أو أنتظر حتى يكون هناك من يترجم.”
فقام رجل آخر يُدعى سيلاس، الذي كانت له أيضًا موهبة تفسير الألسنة، وقال: “لنصلِّ جميعًا بحسب ما يقودنا الروح، ولكن لنحرص على أن يكون كل شيءٍ للبنيان.”
ومن ذلك اليوم، تعلم المؤمنون في كورنثوس أن المواهب الروحية، وإن كانت عظيمة، يجب أن تُمارس بمحبةٍ وحكمةٍ حتى تُفيد الجميع. فكانوا يجتمعون، فيتكلم البعض بكلمات النبوة، والبعض الآخر يترجم الألسنة، والجميع يخرجون مُشجعين ومُبنيين في إيمانهم.
وهكذا، بتوجيه من رسالة بولس، تعلمت الكنيسة في كورنثوس أن **”الله ليس إله تشويش، بل إسلام سلام”**، وأن كل شيءٍ يجب أن يتم بلياقةٍ وحسب ترتيبٍ، لأن غاية كل موهبة هي محبة الله ومحبة القريب.