1. **هروب يعقوب من لابان وعودته إلى كنعان** 2. **يعقوب يهرب من لابان ببركة الله** 3. **رحيل يعقوب من عند لابان بعد عشرين سنة** 4. **يعقوب وراحيل وليئة يفرون من لابان** 5. **الله يحمي يعقوب في رحلته من لابان** (اختر أيًا منها، وجميعها تلخص القصة دون تجاوز 100 حرف)
**قصة يعقوب وهروبه من لابان**
في تلك الأيام، بعد أن خدم يعقوب عند خاله لابان عشرين سنة، بدأ الرب يفتح عينيه ليري كيف أن لابان لم يكن عادلاً معه. فقد غيّر لابان أجرة يعقوب عشر مرات، لكن الله كان مع يعقوب فبارك له في كل شيء. ومع مرور السنين، صار ليعقوب قطعان كثيرة من الغنم والماشية، وعبيد وإماء.
وفي أحد الأيام، سمع يعقوب كلام بني لابان وهم يتحدثون قائلين: “لقد أخذ يعقوب كل ما لأبينا، ومن غنى أبينا صنع كل هذا المجد!” ثم رأى يعقوب أن وجه لابان لم يعد كما كان من قبل، بل صار ينظر إليه بشك وعدم رضى. عندئذ، كلم الرب يعقوب في حلم وقال له: “ارجع إلى أرض آبائك وإلى عشيرتك، وأكون معك.”
فدعا يعقوب راحيل وليئة إلى الحقل حيث كان يرعى الغنم، وقال لهما: “أرى أن وجه أبيكما قد تغير نحوي، لكن إله أبي كان معي. أنتما تعلمان أني خدمت أباكما بكل قوتي، لكنه خدعني وغير أجري مرارًا. لكن الله لم يدعه يسيء إليّ. إن قال: ‘أجرتك من الغنم المنقطة’، فإن جميع القطعان ولدت منقطة. وإن قال: ‘أجرتك من الغنم المخططة’، فإن جميع القطعان ولدت مخططة. وهكذا أخذ الله مواشي أبيكما وأعطاني إياها.”
ثم تذكر يعقوب الحلم الذي رآه، حيث قال له ملاك الله: “أنا إله بيت إيل، حيث مسحت عمودًا ونذرت لي نذرًا. الآن قم واخرج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك.”
فأجابت راحيل وليئة وقالتا: “أليس لنا نصيب في بيت أبينا؟ ألم يعاملنا كالغريبات؟ فقد باعنا وأكل ثمننا. كل الغنى الذي أخذه الله من أبينا هو لنا ولأولادنا. فافعل كل ما قال لك الله.”
فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال، وساق كل مواشيه وكل مقتناه الذي جمعه في فدان أرام ليذهب إلى إسحاق أبيه في أرض كنعان. وأما راحيل فقد سرقت أصنام أبيها بينما كان لابان غائبًا ليجز غنمه. وهكذا عبر يعقوب النهر واتجه نحو جبل جلعاد.
ولما علم لابان بعد ثلاثة أيام أن يعقوب قد هرب، أخذ إخوته وطارده مسيرة سبعة أيام حتى أدركه في جبل جلعاد. لكن الله جاء إلى لابان في حلم الليل وقال له: “احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر.”
فلحق لابان بيعقوب وقال له: “ماذا فعلت؟ لقد خدعتني وسقت بناتي كسبايا الحرب! لماذا هربت سرًا ولم تخبرني حتى أودعك بفرح وترانيم؟ لم تدعني أقبل أولادي وبناتي! حماقة صنعت! بيدي قدرة أن أؤذيك، لكن إله أبيك كلمني البارحة قائلًا: ‘احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر.’ والآن، إن كنت قد ذهبت لأنك اشتقت إلى بيت أبيك، فلماذا سرقت آلهتي؟”
فأجاب يعقوب وقال: “لأني خفت وقلت لعلك تختطفهن مني. وأما آلهتك، فمن وجدها عنده لا يعيش. أمام إخوتنا، ابحث عما لك عندي وخذه.” ولم يكن يعقوب يعلم أن راحيل هي التي سرقتها.
فدخل لابان خيمة يعقوب وليئة وخادمتيها ولم يجد شيئًا. ثم دخل خيمة راحيل، وكانت قد خبأت الأصنام في هودج الجمل وجلست عليها. فقالت لأبيها: “لا يغضب سيدي لأني لا أستطيع القيام أمامك، لأني على عادة النساء.” ففتش لابان كل الخيمة ولم يجد الأصنام.
فظهر الغضب على يعقوب وتكلم بجرأة وقال للابان: “ما ذنبي؟ ما خطيئتي حتى طاردتني بهذه الشدة؟ لقد فتشت كل أمتعتي، فماذا وجدت من متاع بيتك؟ ضعه هنا أمام إخوتي وإخوتك ليقضوا بيننا. في العشرين سنة التي كنت عندك، ما أكلت نعاجك ولا معزاك، ولا أتيت إليك بذبيحة من وحوش البرية، بل كنت أنا أتحمل الخسارة. كنت أعاني من حر النهار وبرد الليل، وكان النوم يهرب من عيني. هكذا كانت عشرون سنة في بيتك، أربع عشرة سنة لابنتيك، وست سنين لغنمك، وغيرت أجري عشر مرات! لولا أن إله أبي، إله إبراهيم ومخافة إسحاق كانت معي، لكنت الآن قد صرفتي فارغًا. لكن الله رأى تعبي ومشقة يدي فوبخك البارحة.”
فأجاب لابان وقال: “البنات بناتي، والأولاد أولادي، والغنم غنمي، وكل ما تراه هو لي. فماذا أصنع اليوم لهاتين البنتين أو لأولادهما اللذين ولدوهما؟ تعال الآن لنقطع عهدًا أنا وأنت، ويكون شاهدا بيني وبينك.”
فأخذ يعقوب حجرًا وأقامه عمودًا، ثم قال لإخوته: “اجمعوا حجارة.” فأخذوا حجارة وصنعوا رجمة، وأكلوا هناك على الرجمة. ودعا لابان الرجمة “يجر سهدوثا” (رجمة الشهادة)، بينما دعاها يعقوب “جلع