الكتاب المقدس

قصة ألياقيم وشجرة الإيمان في المزمور الأول

**قصة المزمور الأول: طريق الصدّيقين والأشرار**

في قديم الأيام، في مدينةٍ تطلُّ على نهرٍ عظيم، عاش رجلٌ يُدعى ألياقيم. كان رجلاً تقيّاً، يحبُّ كلمة الربِّ ويجعلها نوراً لخطواته. كلَّ يومٍ، عند الفجر، كان يجلس تحت شجرة تينٍ خضراء، يتأمّل في ناموس الربِّ، ويُردّد كلماته بقلبٍ ممتلئٍ بالفرح. كان ألياقيم كشجرةٍ مغروسةٍ على مجاري مياه، تُعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. كلُّ ما يصنعه يُفلح، لأنّ الربَّ كان معه.

أمّا في الجانب الآخر من المدينة، فقد تجمّع رجالٌ أشرار، يسيرون في مشورة الفجّار، ويقفون في طريق الخطاة، ويجلسون في مجلس المستهزئين. كانوا يضحكون على تقوى ألياقيم، ويقولون: “لماذا تضيّع وقتك في قراءة الكتب القديمة؟ تعالَ معنا، نُريك متعة الحياة!” لكنّ ألياقيم كان يُجيبهم بهدوء: “طريق الربِّ هو طريق الحياة، أمّا طريقكم فمؤدٍّ إلى الهلاك.”

وفي أحد الأيام، حلّت عاصفةٌ عظيمة على المدينة، هبّت فيها رياحٌ شديدةٌ كادت تقتلع الأشجار من جذورها. لكنّ شجرة ألياقيم، تلك التي كانت مغروسةً على المياه، صمدت ثابتةً، وأثمارها لم تسقط. أمّا الأشرار، فكانوا كالعصافة التي تذروها الريح. زالت قوّتهم، وتشتّت جمعهم، ولم يبقَ لهم مكانٌ في دينونة الأبرار.

ومن ذلك اليوم، عرف الجميع أنّ طريق الصدّيقين تُحفظ برعاية الربِّ، أمّا طريق الأشرار فإلى زوال. وهكذا تمّت كلمة الربِّ القائلة:

**”طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. لكن في ناموس الربِّ مسرّته، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً. فيكون كشجرةٍ مغروسةٍ عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح. ليس كذلك الأشرار، لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. لذلك لا تقوم الأشرار في الدين، ولا الخطاة في جماعة الأبرار. لأن الربَّ يعرف طريق الأبرار، وأما طريق الأشرار فتهلك.”**

وهكذا عاش ألياقيم في بركة الربِّ، وكانت حياته شهادةً حيّةً لقوّة الإيمان والثبات في كلمة الله.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *