**قصة ملكوت الله العظيم (مزمور ٩٧)**
في قديم الزمان، عندما كانت الأرض لا تزال تغط في ظلام الجهل والشر، أشرق نور عظيم من السماء، نور لم يُرى مثله من قبل. كان هذا النور هو مجد الرب، الذي أعلن عن ملكوته العادل والقوي. فقد جاء الرب ليملك على الأرض كلها، فابتهجت السموات وفرحت الجبال، لأن العدل كان أساس عرشه.
كان هناك رجل صالح اسمه ألياقيم، يسكن في قرية صغيرة عند سفح جبل شاهق. وكان ألياقيم يحب كلمة الرب ويتأمل فيها ليل نهار. وفي إحدى الليالي، بينما كان يصلي تحت ضوء القمر، سمع صوتًا عظيمًا كالرعد يقول: **”الرب ملك! فلتبتهج الأرض، ولتفرح الجزائر الكثيرة!”**
ارتعد ألياقيم من هذا الصوت، لكن قلبه امتلأ سلامًا. وفي الصباح، خرج ليرى علامات ملكوت الله. فإذا السحب الداكنة تتبدد، والشمس تشرق بقوة غير معهودة. ورأى الناس في قريته يتهامسون عن نار غريبة ظهرت في الجبل، نار تأكل الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله. ففهم ألياقيم أن الرب قد أتى ليدين الآلهة الباطلة، فسجد وشكر الله.
وفي تلك الأيام، ظهرت علامات عظيمة في السماء. البروق تضيء الأفق، والأرض ترتجف من عظمة الرب. حتى أن جيران ألياقيم الذين كانوا يسخرون منه، أخذوا يرتعبون ويصرخون: **”من يستطيع الوقوف أمام قدوس الله؟!”** فجاءوا إليه طالبين النصيحة، فقال لهم: **”أحبوا الرب يا شعبي، واحفظوا وصاياه، لأن النور أشرق للأبرار، والفرح لذوي القلوب المستقيمة.”**
ومن ذلك اليوم، بدأت القرية تتغير. اختفت الأوثان، وبدأ الناس يسبحون الله بترانيم جديدة. حتى الأطفال كانوا يغنون: **”الرب ملك إلى الأبد، وعظمته تملأ كل الأرض!”**
وأما الأشرار الذين رفضوا الحق، فقد هربوا من النور، كالظلام الذي يفر من شمس الظهيرة. لكن ألياقيم وأتباعه ساروا في النور، وعاشوا بفرح، لأن الرب حفظهم من يد الأشرار.
وهكذا تحقق قول المزمور: **”الرب ملك! فلتبتهج الأرض، ولتفرح الجزائر الكثيرة. السحاب والضباب حوله، العدل والحق أساس كرسيه. نار تسير أمامه، وتحرق أعداءه من كل جانب. أنارت بروقه المسكونة، فرأت الأرض فاضطربت. الجبال تذوب كالشمع من قدام الرب.”**
فليفرح كل من يحب الرب، وليحذر كل من يعصيه، لأن ملكوته قائم إلى الأبد، وعظمته لا تُقاس!