الكتاب المقدس

قصة المزمور 129 من العمق إلى النصرة

**قصة المزمور 129: من العمق إلى النصرة**

في أيام قديمة، عندما كانت إسرائيل تعاني تحت نير الظلم والاضطهاد، رفع الشعب صرخة إلى الرب من الأعماق. كان ذلك في زمنٍ عصيب، حيث قامت أممٌ كثيرة ضدهم، محاولةً سحقهم وإبادتهم من على وجه الأرض. لكن الرب، الذي لا يترك شعبه ولا يتخلى عن ميراثه، كان يُسمع صراخهم ويُنقذهم من بين أيدي أعدائهم.

كانت الحقول التي حرثها الأعداء طويلةً وعميقة، مثل جراحاتٍ لا تندمل. لقد جُرح ظهر إسرائيل من كثرة سياط الظلم، وكاد اليأس يتسلل إلى قلوبهم. لكنهم تذكروا كلمات المرنم الذي رتل ذات يوم: **”كثيراً ما حاربتني منذ شبابي، ليقل إسرائيل. كثيراً ما حاربتني منذ شبابي، لكنهم لم يقدروا عليّ.”** (مزمور 129: 1-2).

في إحدى القرى الصغيرة عند سفوح الجبال، عاشت عائلةٌ تقيةٌ تُدعى عائلة ألياقيم. كان الأب، ألياقيم، رجلاً صالحاً يحفظ ناموس الرب، لكنه عانى كثيراً من جيرانه الأعداء الذين كانوا يسرقون محاصيله ويُهينون أولاده. وفي يومٍ من الأيام، بينما كان ألياقيم يصلي في حقلٍ بعيد، سمع صوت الرب في قلبه يقول: **”لا تخف، لأني معك. الأعداء الذين يحاربونك سوف يخزون ويرجعون إلى الوراء.”**

وبالفعل، بعد أيام قليلة، حدثت عاصفةٌ شديدةٌ دمّرت حقول الأعداء الذين سخروا من إسرائيل. لقد ذبلت أعشابهم مثل الزرع على السطوح، الذي لا أرض له فيجف قبل أن يُقتلع (مزمور 129: 6). أما حقول ألياقيم، فكانت محفوظةً ببركة الرب، وأعطت ثماراً وفيرة.

وعندما مرّ الحصادون بحقول أعدائه، لم يقل أحدٌ لهم: **”بركة الرب عليكم”** (مزمور 129: 8)، لأن الرب أبعد نعمته عن الظالمين. أما شعبه، فظلّ تحت حمايته، ينمو مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه.

وهكذا، تعلم أبناء إسرائيل أن الرب لا يتخلى عن الذين يتكلون عليه. فالأعداء قد يظنون أنهم انتصروا، لكن في النهاية، **”خزيُّ وهوانٌ لجميع المبغضين صهيون!”** (مزمور 129: 5). أما الذين يتكلون على الرب، فيُحفظون إلى الأبد.

**الخلاصة:**
قصة المزمور 129 تذكرنا بأن معاناة المؤمنين تحت يد الأعداء ليست دائمة. فالله، الذي سمع صراخ إسرائيل منذ أيام العبودية في مصر، لا يزال يسمع صلوات شعبه اليوم. الظلم قد يبدو طويلاً مثل خطوط المحراث العميقة، لكن نهاية الأشرار تكون كالعشب الذي يذبل بلا أصل. أما الذين يثقون بالرب، فبركتهم دائمة، لأن الله أمينٌ في وعوده.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *