**القصة: مثل الأرملة والقاضي غير العادل**
في إحدى المدن التي كانت تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، كانت هناك بلدة صغيرة تحيط بها التلال الخضراء والسهول الممتدة. في وسط هذه البلدة، عاشت امرأة عجوز تُدعى تمارة. كانت تمارة أرملة فقيرة، ليس لها سوى ابن واحد يرعاها، لكن جيرانها كانوا يظلمونها ويأخذون حقها دون خوف من الله أو الناس.
كان في تلك المدينة قاضيٌ لا يخاف الله ولا يحترم أحدًا. اسمه إلياس، وكان معروفًا بقلبه القاسي وعدم مبالاته بشكاوى الناس. كان يقضي بين الناس حسب مزاجه، وأحيانًا مقابل رشوة من الأغنياء. لم يكن يهتم بمظالم الضعفاء، وكان يرفض سماع قضايا الأرامل والمحتاجين.
لكن تمارة لم تيأس. فكل يوم، مع شروق الشمس، كانت تذهب إلى دار القضاء وتقف أمام إلياس وتصرخ: **”أنصفني من خصمي!”** وفي البداية، كان إلياس يتجاهلها تمامًا، ويطلب من الحراس إخراجها. لكنها عادت في اليوم التالي، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه.
استمرت تمارة في طلب العدل شهرًا بعد شهر، حتى تعب القاضي من إلحاحها. وفي يوم من الأيام، قال لنفسه: **”إنني لا أخاف الله ولا أحترم الناس، لكن هذه الأرملة تزعجني. سأنصفها لئلا تأتي دائماً وتنغص عليّ راحتي!”**
فاستدعاها إلياس وأصدر حكمًا لصالحها، وأعاد لها حقها الذي سلبه الجائرون. وهكذا، نالت تمارة العدل ليس لأن القاضي كان خيّرًا، بل بسبب إصرارها وإيمانها بأن العدل سينتصر في النهاية.
**تعليم يسوع:**
وبعد أن سمع التلاميذ هذه القصة من يسوع، نظر إليهم وقال: **”اسمعوا ما قاله القاضي الظالم! أفلا ينصف الله مختاريه الذين يصرخون إليه نهارًا وليلًا؟ هل يتأخر عنهم؟ أقول لكم: إنه سينصفهم سريعًا!”**
ثم أضاف يسوع كلمة عميقة: **”ولكن، حين يأتي ابن الإنسان، هل يجد الإيمان على الأرض؟”**
فكان يسوع يعلّمهم أن يصبروا ويُصلّوا دون ملل، لأن الله يسمع صلواتهم، وسيُجري العدل في وقته. لكن السؤال الأهم كان: هل سيظل الإيمان حيًّا في قلوبهم حتى مجيئه؟
وهكذا، من خلال قصة الأرملة التي لم تفقد الأمل، علّم يسوع تلاميذه أن الثبات في الصلاة والإيمان هو سرّ القوة في انتظار عدل الله.