الكتاب المقدس

قصة يهوذا ونصيبه في أرض الميعاد

**قصة يهوذا ونصيبه في أرض الموعد**

في تلك الأيام، بعد أن قاد يشوع بن نون شعب إسرائيل عبر نهر الأردن بأعجوبة عظيمة، وبعد أن سقطت أسوار أريحا وسقطت مدن كثيرة بأيدي بني إسرائيل بقيادة الرب، جاء الوقت لتقسيم الأرض بين الأسباط. وكان سبط يهوذا، الذي منه سيخرج الملوك والمسيا المنتظر، أول من نال نصيبه كما وعد الرب.

فجاء رجال يهوذا إلى يشوع في شيلوه، حيث خيمة الاجتماع، وطلبوا منه أن يحدد لهم حدود ميراثهم. ففتح يشوع السفر وقرأ لهم كلام الرب الذي أعطاه لموسى من قبل: “من طرف الجنوب، من برية صين إلى أدوم، وتكون تخومكم من طرف بحر الملح شرقًا إلى طرف الأردن غربًا. ثم يصعد التخم إلى عقبة عقربيم ويعبر إلى صين ويصعد إلى جنوب قادش برنيع ويمر إلى حصر أضار ويعبر إلى عتصمون. ثم يخرج التخم إلى نهر مصر وتكون مخارجه إلى البحر.”

فسار رجال يهوذا، بقيادة كالب بن يفنة، إلى الجنوب حيث الأرض الجبلية والصحاري الشاسعة. وكانت هناك مدن حصينة وعمالقة أشداء، لكن كالب، الذي كان قد تجسس الأرض منذ أربعين سنة مع يشوع، لم يخف. لأنه تذكر وعد الرب: “كل مكان تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته.”

### **كالب وعقرون**

وكان بين مدن يهوذا مدينة حصينة اسمها عقرون، يسكنها العمالقة، أبناء عناق الذين كانوا كالجبال في الطول والقوة. فقام كالب، وهو شيخ قد تجاوز الثمانين، لكن بقوة الرب كانت فيه حيوية الشباب، وقال: “من يضرب عقرون ويأخذها، أعطيه ابنتي عكسة زوجة.” فقام عثنيئيل بن قناز، وكان من أبطال يهوذا، وتقدم بجيشه نحو المدينة.

وكانت عقرون محصنة بأسوار عالية وأبراج شاهقة، لكن عثنيئيل تذكر أن المعركة للرب. فصلى إلى الرب، وحاصر المدينة سبعة أيام. وفي اليوم السابع، عند صياح البوق، هزموا كل من في المدينة وحرقوها بالنار. فأعطى كالب ابنته عكسة لعثنيئيل، فطلبت منه ماءً لأن الأرض التي نالوها في الجنوب كانت جافة. فنزل عثنيئيل إلى الينابيع في النقب وأعطاها عيون ماء علوية وسفلى.

### **مدن يهوذا**

وامتد نصيب يهوذا من البحر المالح في الشرق إلى البحر الكبير في الغرب، وشمل مدنًا عظيمة مثل بيت لحم، حيث سيولد المسيا بعد قرون، وحبرون التي صارت لكالب، وقمران في البرية حيث سيكتب الكهنة مخطوطات البحر الميت. وكانت هناك مدن مثل بئر سبع، حيث حفر إبراهيم بئرًا وشهد له أبيمالك، وعصيون جابر حيث سيبنى لاحقًا أسطول سليمان.

لكن لم يستطع بنو يهوذا أن يطردوا اليبوسيين من أورشليم، فظلوا ساكنين هناك إلى أن جاء داود وأخذ الحصن بعد سنوات طويلة.

وهكذا تم نصيب يهوذا، أرضًا غنية بالكروم والزيتون والحنطة، تفيض لبنًا وعسلاً، كما وعد الرب. وكانت هذه الأرض شاهدة على أمانة الله لوعده، فمن نسل يهوذا سيأتي الملك الذي سيملك إلى الأبد.

**وهكذا تم تقسيم الأرض، وكل سبط حسب نصيبه، وكان الرب معهم في كل خطوة.**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *