1. قصة بناء قصر سليمان وهيكل النحاس في سفر الملوك 2. عظمة قصر سليمان وهيكل النحاس بحسب سفر الملوك 3. تفاصيل بناء قصر سليمان وهيكل النحاس في الكتاب المقدس 4. قصة قصر سليمان وهيكل النحاس في سفر الملوك الأول 5. عمارة قصر سليمان وهيكل النحاس كما وردت في الكتاب المقدس (اختر أيًا منها، وجميعها ضمن الحد المسموح من الحروف وبدون رموز إضافية)
**قصة بناء قصر سليمان وهيكل النحاس (1 ملوك 7)**
في تلك الأيام، بعد أن أكمل الملك سليمان بناء هيكل الرب العظيم في أورشليم، التفت إلى بناء قصره الملكي، وهو مشروع عظيم يتناسب مع حكمته وثرائه الذي منحه إياه الرب. فقد استغرق بناء القصر ثلاثة عشر عامًا، بينما استغرق بناء الهيكل سبع سنوات فقط، مما يدل على ضخامة وتفاصيل هذا الصرح الملكي.
### **بناء القصر الملكي**
بدأ سليمان العمل في قصره بمساعدة حيرام، الصانع الماهر من صور، الذي كان مليئًا بالحكمة والمعرفة في كل أعمال النحاس والخشب. كان القصر يتألف من عدة أقسام رئيسية:
1. **دار لبنان**: وهي القاعة الكبرى المصنوعة من خشب الأرز، والتي سميت بذلك لكثرة أعمدة الأرز فيها التي تشبه غابة لبنان. كان طولها مئة ذراع، وعرضها خمسين ذراعًا، وارتفاعها ثلاثين ذراعًا. وكانت الأعمدة الخشبية المنحوتة بدقة تحمل سقفًا مزينًا بألواح الأرز اللامعة.
2. **القاعة العظيمة للعرش**: حيث كان سليمان يقضي أحكامه ويستقبل الوفود. كانت جدرانها مغطاة بصفائح الذهب، وأرضيتها من الرخام المصقول، وفي وسطها عرش من العاج المطعم بالذهب.
3. **قصر ابنة فرعون**: لأن سليمان كان متزوجًا من ابنة فرعون مصر، فقد بنى لها قسمًا خاصًا منفصلًا بفخامة وجمال، مزينًا بالحدائق والنوافير.
### **أعمال حيرام النحاسي**
لكن الأكثر إبهارًا في تلك المشاريع كان الأعمال النحاسية التي صنعها حيرام، الصانع الممتلئ بالحكمة الإلهية. فقد صنع أعمالاً لا مثيل لها في العالم كله:
1. **العمودان النحاسيان**: أمام رواق الهيكل، صنع حيرام عمودين ضخمين من النحاس. كان ارتفاع كل عمود ثمانية عشر ذراعًا، ومحيطه اثني عشر ذراعًا. ووضع على رأس كل عمود تاجًا مزخرفًا على شكل زنابق، يلمع تحت أشعة الشمس. وسُمي العمود الأيمن “ياكين” (أي “يثبّت”)، والعمود الأيسر “بوعز” (أي “بالقوة”)، رمزًا لثبات ملكوت الله.
2. **البحر النحاسي**: وهو حوض ضخم من النحاس المصقول، قطره عشر أذرع وارتفاعه خمسة أذرع، يستوعب آلاف الأمتار المكعبة من الماء. كان مستديرًا، وقائمًا على اثني عشر ثورًا من النحاس، متجهة باتجاهات الأربع رياح. وكان هذا البحر يستخدم لغسل الكهنة قبل خدمتهم في الهيكل.
3. **المراحض النحاسية العشرة**: صنع حيرام عشر قواعد متحركة من النحاس، كل منها مزين بأسود وثيران وكروبيم منحوتة بدقة. وكان على كل قاعدة حوض نحاسي يستخدم لاغتسال الذبائح.
### **التفاصيل الفنية والدلالات الروحية**
كان كل جزء من هذه الإنشاءات يحمل رمزية عميقة. فالبحر النحاسي، مثلاً، يرمز إلى مياه التطهير، كما أن الأعمدة “ياكين وبوعز” تذكر الشعب بأن الله هو أساس القوة والثبات. أما العدد “اثنا عشر” في الثيران والأسافين، فيشير إلى أسباط إسرائيل الاثني عشر، مؤكدًا وحدة الشعب تحت حكم سليمان.
### **الانتهاء من الأعمال**
بعد سنوات من العمل الدؤوب، تم كل شيء كما أمر الملك سليمان، وبحسب الحكمة التي منحه إياها الرب. وجاء جميع حكماء إسرائيل وشيوخها ليروا هذا المجد العظيم، فانحنوا وشكروا الله الذي أعطى سليمان هذا الفهم والعظمة.
وهكذا، لم يكن قصر سليمان مجرد مسكن ملكي، بل كان تحفة فنية تظهر عظمة الخالق الذي وهب الإنسان المهارة والفن. وكان الهيكل والقصر معًا يشهدان على حقبة ذهبية في تاريخ إسرائيل، حيث ساد السلام والبركة تحت حكم أحكم رجال الأرض.
**والله أعلم بما صنع سليمان بحكمته، فتبارك اسم الرب إلى الأبد.**