**قصة سفر عزرا الإصحاح الثاني: تعداد العائدين من السبي**
في السنة الأولى من حكم كورش ملك فارس، بعد أن أذن الرب بفم النبي إرميا بأن يعود شعبه إلى أرض يهوذا، استيقظت قلوب الكثيرين من بني إسرائيل الذين كانوا في السبي في بابل. لقد شعرت نفوسهم بحنين شديد إلى أورشليم، المدينة المقدسة، بعد أن قضوا سبعين عامًا في المنفى. فاجتمع رؤساء الأسباط والعائلات الكبيرة، وبدأوا في تنظيم رحلتهم العظيمة تحت قيادة زربابل بن شألتئيل ويشوع بن يوصادق الكاهن.
كان اليوم مميزًا حين وقف الكتبة وحفظة السجلات أمام الجموع ليدونوا أسماء كل من عزم على العودة إلى أرض الآباء. حملوا لفائف من الجلد وأقلامًا، وكتبوا بتدقيق كل اسم وعائلة ومدينته الأصلية. بدأ العد من الرؤساء، ثم انتقل إلى عامة الشعب، حتى لا يُنسى أحد.
**العائلات الكبيرة والعائدون**
أول من سُجِّلَ هم رجال الشعب الذين وقفوا بشجاعة وقالوا: “نحن نعود لبناء بيت الرب!” فكتب الكتبة: “بنو فرعوش ألفان ومئة واثنان وسبعون. بنو شفطيا ثلاثمئة واثنان وسبعون.” وتتابعت الأسماء مثل تيار من الذكريات، كل اسم يحمل قصة، كل عائلة تذكرت أرضها. بنو أرح سبعمئة وخمسة وسبعون، وبنو فحث مواب من بني يشوع ويوآب ألفان وثمانمئة واثنا عشر.
ثم جاء دور العائلات الأصغر، مثل بني عيلام ألف ومئتان وأربعة وخمسون، وبنو زattu ستمئة وخمسة وأربعون. كان الرجال يقفون بكرامة، والنساء والأطفال ينتظرون بصبر، يعرفون أن أسماءهم ستدخل في سفر مقدس يُتلى عبر الأجيال.
**الكهنة واللاويون وخدام الهيكل**
بعد ذلك، توجه العد إلى عائلات الكهنة، خدام الرب. فسُجل بنو يدعيا من بيت يشوع تسعمئة وثلاثة وسبعون، وبنو أمير ألف واثنان وخمسون. لكن بعضهم لم يجدوا سجلات أنسابهم، فرفضوا أن يُدرجوا بين الكهنة حتى يُستعلم بأمر اليوريم والتميم، كما أوصى الناموس.
أما اللاويون، خدام الهيكل، فكان عددهم قليلاً، فقط أربعة وسبعون. لكن بينهم مغنون مثل بني آساف مئة وثمانية وعشرون، وحراس الأبواب مثل بني شلوم وبنو آطير وبنو طلmon. وكان هناك النثينيم، وهم خدام الهيكل من غير الإسرائيليين الذين تبعوا إله إسرائيل بإخلاص.
**البهائم والهبات للمقدس**
لم يعودوا وحدهم، بل أحضروا معهم دوابهم: سبعمئة وستة وثلاثون حصانًا، ومئتان وخمسة وأربعون بغلًا، وأربعمئة وخمسة وثلاثون جملًا، وستة آلاف وسبعمئة وعشرون حمارًا. كل هذه كانت ستُستخدم في حمل الأمتعة وفي العمل في إعادة البناء.
كما تبرع رؤساء الآباء بخيراتهم لبدء العمل في بيت الرب. فأعطوا ذهبًا وفضة وثيابًا وكؤوسًا، حتى أن المجموع بلغ واحدًا وستين ألفًا من الدراهم الذهبية، وخمسة آلاف من الوزنات الفضية، ومئة ثوب كهنوتي.
**الختام: العودة إلى المدن الأصلية**
وهكذا، بعد أن اكتمل السجل، تحركت القافلة العظيمة. كل عائلة عرفت أنها ستعود إلى مدينتها الأصلية في أرض يهوذا. بعضهم إلى أورشليم، والبعض إلى أريحا، وآخرون إلى بيت لحم أو عناثوث. كان الطريق طويلاً، لكن قلوبهم كانت ممتلئة رجاءً، لأن الرب كان معهم.
لقد تمت كلمة الرب التي قالها على لسان إرميا النبي: “إني سأعيدكم إلى هذه الأرض.” فها هم قد عادوا، ليس كمهزومين، بل كشعب وُعد بمستقبل مجيد. كل اسم في القائمة كان شاهدًا على أمانة الله، الذي لا ينسى شعبه أبدًا.
وهكذا، بدأت صفحة جديدة في تاريخ إسرائيل، صفحة كتبها الرب نفسه في سفر عزرا، لتكون تذكارًا للأجيال القادمة.