الكتاب المقدس

قصة مزمور ٢٣ الراعي الصالح

**قصة مزمور ٢٣: الراعي الصالح**

في قديم الأيام، في أرض يهوذا الخصبة، كان هناك راعٍ أمين اسمه ألياقيم. عاش بين التلال الخضراء والوديان العميقة، يرعى قطيعه الصغير بحكمة ومحبة. كان يعرف كل خروف باسمه، ويسمع صوت صوته، ويحميه من الذئاب الكاسرة والطرق الوعرة. كان الراعي لا ينام إلا بعد أن يتأكد من سلامة جميع خرافه، وكان يقودهم إلى مراعي خضراء حيث العشب الطري والمياه الهادئة.

وفي أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يسير مع قطيعه، رأى خروفًا صغيرًا قد ضل عن الطريق وسقط في وادٍ مظلم. كان الخروف خائفًا، وحيدًا، عاجزًا عن العودة إلى القطيع. لكن الراعي لم يتركه. نزل ألياقيم إلى الوادي، وحمل الخروف على كتفيه، وأعاده إلى القطيع بفرح. قال الخروف في قلبه: “الراعي معي، فلا أخاف شيئًا. حتى وإن سلكت في وادي ظل الموت، لا أرهب شرًا، لأن عصاه وعكازه يعزيانني.”

ومرت الأيام، وأصابت الجفاف أرض يهوذا، فجفت جداول الماء، وذبل العشب الأخضر. لكن ألياقيم كان يعرف أماكن مخفية حيث تتدفق الينابيع، فقاد قطيعه إلى هناك. وفي وسط القحط، كان خرافه يشبعون من خير الله، ويستريحون في ظلال الأشجار الوارفة. حتى أن الأعداء الذين كانوا يتربصون بهم — الذئاب الجائعة، واللصوص الماكرين — لم يستطيعوا أن يمسوهم بسوء، لأن الراعي كان يعد لهم مائدة في حضورهم، ويمسح رؤوسهم بدهن البركة.

وفي المساء، عندما تغرب الشمس خلف الجبال، كان ألياقيم يجمع خرافه إلى حظيرته الآمنة. يقف عند الباب، يفحص كل خروف يدخل، ويتأكد من عدم وجود جرح أو أذى. وكانت عيناه تلمعان بمحبة أبوية حين يقول: “إن صلاح الله ورحمته سيلازمانني كل أيام حياتي، وسأسكن في بيت الرب إلى الأبد.”

وهكذا عاش القطيع في سلام، لأنهم عرفوا أن راعيهم هو الرب نفسه، الذي لا يترك ولا يهمل. فمن يرافقه، لا يعوزه شيء، ومن يتبعه، يسير في paths of righteousness لاسمه.

**الخلاصة الروحية:**
هذه القصة تذكرنا بأن الله هو راعينا الأمين، الذي يعتني بنا في كل خطوة. هو يقودنا إلى الراحة، ويحمينا في الأوقات الصعبة، ولا يتركنا وحيدين أبدًا. كما قال داود في المزمور: “الرَّبُّ رَاعِيَّ، فَلَا يُعْوِزُنِي شَيْء.” فلنثق به، ولنتبع خطاه، لأنه يعرف الطريق الأفضل لحياتنا.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *