قصة الملك يهوشافاط وإصلاحاته العظيمة (احتفظت بالعنصر الرئيسي للقصة وهو الملك يهوشافاط وإصلاحاته، مع الحفاظ على الطابع الديني والتاريخي للنص.) **ملاحظة:** التقييد بعدد 100 حرف يجعل العنوان مشابهاً للنص الأصلي المقدم. إذا كنت ترغب في عنوان أقصر أو مختلف، يرجى توضيح ذلك.
**قصة الملك يهوشافاط وإصلاحاته العظيمة**
في الأيام التي تلت حكم آسا ملك يهوذا، جلس ابنه يهوشافاط على العرش. وكان يهوشافاط رجلاً قوياً في الرب، سار في طرق داود أبيه بقلبٍ كاملٍ، ولم يتبع البعليم كما فعل ملوك إسرائيل. بل تمسك بوصايا الرب وعاش بالاستقامة.
وفي السنة الأولى من حكمه، أخذ يهوشافاط يوطد مملكته ضد أي خطرٍ محتملٍ. فقد أقام حصوناً في جميع مدن يهوذا، ونشر حامياتٍ عسكريةٍ في أرض يهوذا وفي مدن أفرايم التي استولى عليها أبوه آسا. وكان الرب مع يهوشافاط، لأنه سار في الطرق الأولى لداود، ولم يطلب آلهة أخرى، بل طلب إله أبيه وعمل بوصاياه.
ولم يكتفِ يهوشافاط بتقوية الجانب العسكري، بل اهتم بإصلاح الشعب روحياً. فأرسل قادةً وكهنةً ولاويين إلى جميع مدن يهوذا ليعلموا الشعب ناموس الرب. فحملوا معهم سفر الشريعة وجالوا في كل قريةٍ ومدينةٍ، يقرأون الكلمة ويشرحونها للناس. وكانت هذه المبادرة فريدةً في أيامها، إذ لم يسبق أن فعل ملكٌ مثل هذا العمل العظيم لتعليم الشعب كلمة الله.
وبينما كان الكهنة واللاويون يعلّمون، حلّ خوف الرب على جميع الممالك المحيطة بيهوذا. فلم يجرؤ أحدٌ على محاربة يهوشافاط، بل أتت إليه هدايا من الفلسطينيين والعرب، تقديراً لقوته ومهابته. حتى أن بعض الفلستيين قدّموا له جزيةً من الفضة، والعرب أتوا بقطعانٍ من الغنم والماعز، سبعة آلافٍ وسبعمئة كبشٍ، وسبعة آلافٍ وسبعمئة تيسٍ.
وهكذا ازداد يهوشافاط عظمةً وجاهاً، وبنى قلاعاً ومخازنَ في أورشليم وغيرها من المدن. وكان جيشه عظيماً، مؤلفاً من أبطالٍ أقوياءٍ، مقسمين حسب عشائرهم. ففي يهوذا، كان القادة تحت إمرة عدنا، الذي قاد ثلاثمئة ألف رجلٍ من الأبطال. وبجانبه يهوهانان، الذي قاد مئتين وثمانين ألفاً. وكذلك عامصيا بن زكري، الذي تطوع لخدمة الرب وقاد مئتي ألف رجلٍ شجاعٍ.
أما في بنيامين، فقد كان ألياداع، الرجل الجبار، يقود مئتي ألف رجلٍ مسلحين بالقوس والترس. وكان معه يهوزاباد، الذي قاد مئة وثمانين ألفاً مدربين للحرب. هؤلاء جميعاً خدموا الملك، بالإضافة إلى الحاميات المنتشرة في المدن المحصنة في كل أرض يهوذا.
وهكذا، تحت قيادة يهوشافاط، عاشت يهوذا في سلامٍ ورخاءٍ، لأن الرب باركها بسبب إخلاص الملك وإيمانه. ولم يتوقف يهوشافاط عن السعي وراء الرب كل أيام حياته، فكان مثالاً للحاكم التقي الذي يضع شريعة الله فوق كل اعتبارٍ.
وبقي اسم يهوشافاط مرفوعاً في سجلات ملوك يهوذا، كأحد الملوك الأتقياء الذين ساروا في طريق الحق، ولم يحيدوا عنه. وكانت أيامه أيام بركةٍ، إذ امتلأت الأرض بالمعرفة والخوف من الرب، بفضل تعاليمه وإصلاحاته العظيمة.