الكتاب المقدس

قصة مزمور ٦٦ تسبحة الخلاص والعجائب

**قصة مزمور ٦٦: تسبحة الخلاص والعجائب**

في قديم الأيام، حين كانت شعوب الأرض تتقلب بين الظلمة والنور، اجتمع بنو إسرائيل حول هيكل الرب في أورشليم ليسبحوا اسمه العظيم. فقد شهدوا عجائب لا تُحصى، وقصص خلاص تفوق الوصف. وكان هذا اليوم خاصاً، فقد أراد الشعب أن يقدم تسبحة حمد لله على نعمائه التي لا تُعدّ ولا تُحصى.

بدأت القصة منذ سنوات طويلة، حين مرّ الشعب بضيق شديد. فقد حاصرهم الأعداء من كل جانب، وهددتهم الأمم القوية بالدمار. لكن الرب، في رحمته، لم يتركهم. ففي ليلة مظلمة، عندما بدا أن كل شيء قد ضاع، سمعوا صوت الرب يقول: **”جربتمونا يا شعبي، ونقّيتمونا كالفضة. أدخلتمونا في الشبكة، جعلتم ضيقاً على متوننا. ركب البشر على رؤوسنا، عبرنا في النار والماء، لكنكم أخرجتمونا إلى الخصب.”** (مزمور ٦٦:١٠-١٢).

وفي تلك الليلة، حدثت معجزة عظيمة. فقد شق الرب البحر أمامهم، كما فعل مع موسى من قبل، وعبروا بين الأمواج العاتية بسلام. ورأوا بأعينهم كيف أغرق أعداءهم في اللحظة التي ظنوا فيها أن النصر أصبح حليفهم. فصرخ الجميع: **”هلمّوا اسمعوا أيها كل الأمم، وأخبروا بجميع عجائب الرب! كيف حوّل ضيقنا إلى فرح، وذلّنا إلى مجد!”**

وبعد أن عبروا، وقفوا على الشاطئ الآخر وهم يرددون: **”كل الأرض تسجد لك وتسبحك، تسبح اسمك يا عظيم!”** (مزمور ٦٦:٤). ورأوا كيف أن النار قد التهمت ذبائح الأعداء، بينما قبل الرب تقدمتهم برضى. فلم يكن مجرد خلاص جسدي، بل كان خلاصاً للقلوب أيضاً.

وفي يومهم هذا، وقف الكاهن أمام المذبح ورفع يديه نحو السماء، وصاح بصوت عالٍ: **”باركوا يا جميع الأمم إلهنا، وأسمعوا صوت تسبيحته! الذي جعل أنفسنا في الحياة، ولم يدع أقدامنا تتزعزع!”** (مزمور ٦٦:٨). فسجد الشعب كلّه، وبدأوا في تقديم الذبائح والشكر. وكانت الترانيم تتصاعد كالبخور، ممتزجة بدموع الفرح والامتنان.

ثم تقدم رجل عجوز، كان قد عاصر كل هذه الأحداث، وبدأ يحكي للصغار قائلاً: **”اسمعوا يا أولادي، فالله لم يختبرنا فقط، بل وهبنا الغنى بعد الفقر، والقوة بعد الضعف. لقد دعاه البعض فلم يستجب لهم، أما نحن فناديناه فسمع صراخنا.”** (مزمور ٦٦:١٧-٢٠). فانحنى الجميع مرة أخرى، وعاهدوا الرب أن يكونوا أمناء له إلى الأبد.

وهكذا انتهى اليوم بتسبحة عظيمة، تردد صداها في كل أرجاء الأرض، لأن الرب إله إسرائيل قد صنع عظائم، وهو وحده المستحق كل التسبيح إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *