الكتاب المقدس

**قصة ألياقيم: من الأعماق إلى غفران الله**

**قصة المزمور 130: من الأعماق إلى النور**

في أيام الملك داود، كان هناك رجلٌ اسمه ألياقيم، عاش في قرية صغيرة عند سفوح جبال يهوذا. كان ألياقيم رجلاً تقياً، يحب الرب بكل قلبه، لكنه حمل في داخله ثقلاً ثقيلاً من الخطيئة. لسنوات طويلة، عاش تحت وطأة الذنب، إذ أخطأ في حق جاره وسرق منه قطيعاً من الغنم، ثم كذب لينقذ نفسه من العار. لكن الضمير لم يتركه، وكانت خطيئته كظلٍّ يلاحقه في كل مكان.

في إحدى الليالي المظلمة، بينما كان ألياقيم جالساً وحيداً على صخرة تطل على الوادي، شعر وكأنه قد سقط في أعماق البحر. صرخ في قلبه: **”مِنَ ٱلْأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. يَا سَيِّدُ ٱسْمَعْ صَوْتِي!”** (مزمور 130: 1). كانت دموعه تسيل كالنهر، وقلبه مثقلٌ بالندم.

وفي تلك اللحظة، تذكر كلمات الرب التي سمعها من الكهنة في الهيكل: **”إِنْ كُنْتَ تَحْفَظُ ٱلْآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟”** (مزمور 130: 3). أدرك ألياقيم أن لا أحد يستطيع الوقوف أمام قداسة الله لو حاسبه على كل ذنبه. لكنه تذكر أيضاً أن الرب **”غَفُورٌ لِيَكُونَ يُتَّقَى”** (مزمور 130: 4). فقرر أن يذهب إلى جاره ويعترف بخطيئته ويُعيد له ما سرقه.

في الصباح التالي، مشى ألياقيم إلى بيت جاره، وركع أمامه باكياً، واعترف بكل ما فعله. تعجب الجار من توبته، وسامحه من كل قلبه، بل وأعطاه هديةً كعلامة للمصالحة. عندها شعر ألياقيم وكأن جبلاً قد زال عن صدره. عاد إلى بيته فرحاً، ورفع صوته بالمزامير: **”إِنِّي ٱنْتَظَرْتُ ٱلرَّبَّ. ٱنْتَظَرَتْهُ نَفْسِي، وَبِكَلَامِهِ ٱرْتَجَيْتُ”** (مزمور 130: 5).

ومن ذلك اليوم، صار ألياقيم ينتظر الرب كالحارس الذي يترقب الفجر. كان يستيقظ قبل شروق الشمس ليصلي، ويقول في قلبه: **”تُرَاقِبُ ٱلنَّفْسُ ٱلرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْحُرَّاسِ لِلصُّبْحِ”** (مزمور 130: 6). وكان يؤمن أن الرب سيفدي إسرائيل من كل آثامه (مزمور 130: ، فبدأ يحكي لقومه عن رحمة الله وغفرانه.

وهكذا، تحولت حياة ألياقيم من الظلمة إلى النور، ومن اليأس إلى الرجاء، لأن الرب سمع صوته من الأعماق، وغفر له بفيض نعمته.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *