**قصة يوشع 16: ميراث أبناء يوسف**
في تلك الأيام، بعد أن قاد الرب شعبه إسرائيل إلى أرض الموعد، وقسَّم يشوع بن نون الأرض بين الأسباط حسب أمر الرب، جاء دور سبط أفرايم وسبط منسى، وهما ابنا يوسف الصدّيق، ليأخذا نصيبهما من الأرض المباركة.
كانت الأرض التي أمامهم خصبة، تفيض بالخير والبركة، كما وعد الرب آباءهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب. فبدأ التقسيم من نهر الأردن شرقاً، حيث تلتقي مياه النهر بأراضي أريحا، وامتدت الحدود غرباً نحو بيت إيل، تلك المدينة العظيمة التي فيها ظهر الرب ليعقوب في الحلم.
ثم اتجهت الحدود نحو العطّارة، حيث الأشجار الكثيفة والينابيع المتدفقة، ومن هناك إلى حدود بيت حورون السفلى، حيث الجبال الشاهقة والوديان العميقة. وكانت الأرض مليئة بالكروم وأشجار الزيتون، علامة على بركة الرب لشعبه.
لكن لم يكن الأمر سهلاً، فقد كان الكنعانيون لا يزالون يسكنون في بعض المناطق، ولم يطردهم بنو أفرايم تماماً، بل سمحوا لهم بالبقاء ليعملوا عندهم. وهذا ما كان مخالفاً لأمر الرب الذي أوصى بإخراج كل الشعوب الوثنية من الأرض.
ومع ذلك، ظل بنو أفرايم شعباً قوياً، وكثر عددهم، لأن الرب باركهم كما بارك أباهم يوسف من قبل. وكانت مدنهم عامرة، وحصونهم منيعة، لكنهم في بعض الأحيان نسوا وصية الرب فتعرضوا للمتاعب بسبب بقاء الكنعانيين بينهم.
وهكذا، تم تقسيم الأرض، وأخذ كل سبط نصيبه، لكن القصة لم تنتهِ هنا، لأن الطاعة الكاملة للرب هي التي كانت تحدد مصيرهم في الأرض الموعودة.