الكتاب المقدس

احتفال تكريس هيكل سليمان ومجد الله

**قصة تكريس هيكل سليمان: (1 ملوك 8)**

في يوم مشهود من أيام أورشليم، عندما اكتمل بناء الهيكل العظيم، اجتمع كل شعب إسرائيل حول الملك سليمان الحكيم ليشهدوا حدثًا لم يسبق له مثيل. كان الهيكل، الذي بني لاسم الرب، يلمع تحت أشعة الشمس كجبل من الذهب والحجارة الكريمة. الأبواب المنقوشة بأشكال الكروبيم، والأعمدة الشاهقة، والجدران المكسوة بخشب الأرز العطري، كلها كانت شاهدة على عظمة الله الذي اختار أن يسكن بين شعبه.

**الاستعدادات العظيمة:**
قبل أن ينقل تابوت العهد إلى قدس الأقداس، أمر الملك سليمان بجمع كل شيوخ إسرائيل ورؤساء الأسباط. جاءوا من كل حدب وصوب، حاملين معهم ذبائح لا تُحصى من البقر والغنم. كان الجو مملوءًا برائحة البخور واللحوم المشوية، وصوت الترانيم يرتفع إلى السماء. ثم رفع الكهنة التابوت المقدس، الذي يحوي لوحي الشريعة، وبدأوا مسيرة مهيبة نحو الهيكل.

**دخول التابوت إلى الهيكل:**
سار الكهنة واللاويون في احتفال عظيم، بينما يرتل الشعب: “ارفعوا أيها البوابون رؤوسكم، وارتفعيْ أيها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجرة!” وعندما وصل الكهنة إلى قدس الأقداس، وضعوا التابوت تحت جناحي الكروبيم الذهبيين العملاقين. في تلك اللحظة، امتلأ الهيكل بسحابة كثيفة، علامة على حضور الرب نفسه! فلم يستطع الكهنة الوقوف للخدمة، لأن مجد الله ملأ المكان.

**صلاة سليمان العظيمة:**
وقف سليمان أمام مذبح الرب، ورفع يديه إلى السماء، وبدأ يصلي بصوت عالٍ:

“يا رب إله إسرائيل، لا إله مثلك في السماء من فوق ولا على الأرض من تحت! أنت الذي حفظت عهدك مع داود أبي، والآن تممته ببناء هذا الهيكل. ولكن هل يسكن الله حقًا على الأرض؟ إن السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكيف بهذا البيت الذي بنيته؟!”

ثم توسل سليمان إلى الله أن يسمع صلوات شعبه عندما يرفعون أصواتهم نحو هذا المكان، سواء في أوقات الحرب أو الجفاف أو الخطية. وقال: “إذا أخطأ الشعب – لأنه لا إنسان لا يخطئ – وندموا ورجعوا إليك، فاسمع من السماء واغفر لهم.”

**البركة والتضحية:**
بعد أن أنهى سليمان صلاته، التفت إلى الشعب وباركهم، قائلاً: “ليكن الرب إلهنا معنا كما كان مع آبائنا، ولا يتركنا ولا يرفضنا، بل يملأ قلوبنا بمخافته لكي نسلك في كل طرقه.”

ثم قدم الملك ذبائح سلامة لا تُحصى – اثنين وعشرين ألفًا من البقر، ومئة وعشرين ألفًا من الغنم! وكرس الشعب الهيكل في فرح عظيم، وأقاموا وليمة أمام الرب سبعة أيام. وفي اليوم الثامن، أطلق سليمان الشعب إلى بيوتهم، وهم يباركون الله بقلوب مملوءة امتنانًا، لأن كل وعوده الصالحة قد تمت.

وهكذا، صار الهيكل مكانًا للصلاة والغفران، حيث يتذكر إسرائيل دائمًا أن الرب هو الإله الحقيقي، الذي يسمع من السماء ويغفر عندما يرجع إليه القلب.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *