**قصة الملك آحاز وتدخل الله في يهوذا**
في الأيام التي حكم فيها آحاز بن يوثام على مملكة يهوذا، ابتعد القلب عن الرب واتجه نحو الشر. فقد سار آحاز في طرق ملوك إسرائيل الأشرار، بل صنع تماثيل مسبوكة للبعل، وأحرق البخور في وادي هنوم، بل وقدم أبناءه ذبائح للنار، حسب رجاسات الأمم التي طردها الرب من أمام بني إسرائيل.
وكان غضب الرب شديدًا على يهوذا بسبب خطايا آحاز، فأسلمهم ليد أعدائهم. فخرج عليهم رصين ملك أرام، فانتصر عليهم وسبى عددًا كبيرًا من الشعب وأخذهم إلى دمشق. كما هاجمهم فقح بن رمليا، ملك إسرائيل، وقتل في يوم واحد مئة وعشرين ألفًا من رجال يهوذا الأشداء، لأنهم تركوا الرب إله آبائهم.
ولم يكتفِ فقح بهذا، بل أخذ أيضًا عددًا كبيرًا من النساء والأطفال سبايا، ونقلهم إلى السامرة. وكانت المصيبة عظيمة، لأن يهوذا أُذلّت جدًا، وضاقت بهم الأرض من شدة الضيق.
لكن في وسط هذا الظلام، ظهر نور رحمة الله. فقد كان هناك نبي للرب اسمه عوديد، خرج أمام جيش إسرائيل الذي عاد بالسبي، وقال لهم: “هوذا بسبب غضب الرب على يهوذا أسلمهم ليدكم، وقد قتلتموهم بغضبٍ بلغ إلى السماء! والآن أنتم تنوون أن تستعبدوا لكم رجال يهوذا ونساءهم وأبناءهم، أما لكم ذنوب عظيمة ضد الرب إلهكم؟ فاسمعوا لي الآن، وردوا السبايا الذين أخذتموهم من إخوتكم، لئلا يشتد غضب الرب عليكم!”
فتأثر رؤساء أفرايم بهذا الكلام، وقاموا وقالوا للجيش: “لا تدخلوا بالسبي إلى هنا، لأنكم تريدون أن تجلبوا علينا خطية فوق خطايانا! فإن ذنبنا عظيم، وغضب الرب شديد على إسرائيل!”
فأخذوا السبايا، وألبسوا العراة منهم من الغنائم، وأعطوهم ثيابًا وأحذية، وأطعموهم وسقوهم، ودهنوا من كان منهم ضعيفًا، ثم حملوهم على الحمير وأعادوهم إلى أريحا، مدينة النخيل، إلى إخوتهم.
أما آحاز، فبدلًا من أن يتوب، ازداد شرًا، فطلب العون من ملك أشور ضد أعدائه، لكن هذا لم ينفعه، بل زاد الضيق عليه، لأن ملك أشور استغل ضعفه وفرض عليه جزية ثقيلة. وفي يأسٍ شديد، أغلق آحاز بيت الرب، وكسر آنيته المقدسة، وعبد آلهة دمشق التي هزمته، وقال في قلبه: “إن آلهة ملوك أرام تساعدهم، فأنا أقدم لها الذبائح لعلها تعينني!”
لكن تلك الآلهة كانت سببًا لسقوطه وسقوط كل مملكته، لأن الرب كان ينتظر توبته، لكنه أصر على عناده حتى مات في ظلمة خطيته، ولم يُدفن في قبور الملوك، لأن الشعب عرف أنه جلب الخراب على يهوذا.
وهكذا نرى أن خطية الملك آحاز جعلت الشعب يعاني، لكن رحمة الله ظهرت حتى في وسط الدينونة، عندما أنقذ السبايا بواسطة كلمة النبي عوديد. فليتنا نتعلم أن التوبة هي الطريق الوحيد للخلاص، لأن غضب الرب على الأشرار، أما رحمته فلكل من يرجع إليه بقلب منسحق.