الكتاب المقدس

المزمور الخامس والأربعون: نشيد الملك الأبدي وعروسه

**قصة المزمور الخامس والأربعين: نشيد الملك العظيم**

في قديم الأيام، عندما كانت مملكة إسرائيل تتأرجح بين عظمة الماضي وآمال المستقبل، أُوحِيَ إلى أحد بني قورح، وهم حُفَّاظ الهيكل وخدامو التسبيح، برؤية مذهلة عن ملك عظيم وملكوته الأبدي. فجلس الكاتب تحت ظلال شجر الزيتون، وأخذ قلبه يفيض بتسابيح الله، فكتب بأسلوب شاعري بديع: *”يفور قلبي بكلام صالح. أنا أقول إنشائي للملك. لساني قلم كاتب ماهر.”*

### **الملك العظيم في بهائه**

رأى الكاتب في رؤياه ملكًا جبارًا، لم يكن كملوك الأرض الزائلين، بل كان أروعهم منظرًا وأعدلهم حكمًا. كان جماله يشرق كالنور، لأنه مُسَحَ بنعمة إلهية تفوق البشر. *”أنت أبرع جمالاً من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد.”*

كان هذا الملك فارسًا عظيمًا، يلبس سيفه على فخذه كرمز للعدل والنصرة. راكبًا على مركبة مجد، سائرًا بروح الحق والوداعة والبر. *”تقلد سيفك أيها الجبار، بهاءك وبهجتك. وبجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والوداعة والبر.”*

أمامه تسقط الجيوش، وتخضع الأمم، لأن قوته ليست بقوة بشرية، بل هي من الله نفسه. *”فيمتد سهمك حادًا في قلب أعداء الملك. تسقط شعوب تحتك.”*

### **عرش الملك إلى الدهر**

لكن مجد هذا الملك لم يكن زمنيًا كباقي الملوك، بل كان عرشه ثابتًا إلى الأبد، وحكمه مستقيمًا لا ظلم فيه. *”كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك.”*

كان هذا الملك يحب البر ويبغض الإثم، ولذلك مسحه الله بدهن الفرح أكثر من رفقائه. هنا تلمح الرؤيا إلى أن هذا الملك ليس مجرد حاكم أرضي، بل هو المسيا المُنتظَر، الذي سيملك بالبر والعدل.

### **العروس والمملكة الأبدية**

ثم تحولت الرؤيا إلى مشهد بهيج، حيث وقفت العروس، في زينتها الفاخرة، تستعد لمرافقة الملك. كانت تلبس أثوابًا مطرزة بالذهب، ومزينة بأغلى الجواهر. *”كل مجد ابنة الملك في داخلها. منسوجة بذهب ملابسها.”*

وكانت العروس، التي تمثل شعب الله المقدس، تُقاد إلى الملك في بهجة وترنم. *”يُحضرن إلى الملك عذارى بعدها. رفيقاتها تُقَدمن إليك.”*

وفي هذا المشهد الرمزي، يظهر اتحاد الملك مع عروسه، أي المسيح مع كنيسته، في فرح عظيم. *”يذكرون اسمك في كل دور فدور. لذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد.”*

### **الختام: التسبيح للملك الأبدي**

انتهى المزمور بدعوة لجميع المؤمنين أن يتذكروا هذا الملك العظيم، ويخدموه بفرح، لأن حكمه لا ينتهي، وعدله لا يزول. *”أذكر اسمك في كل الأجيال. لذلك الأمم تحمدك إلى الدهر والأبد.”*

وهكذا، أصبح هذا المزمور نشيدًا خالدًا، يتنبأ بمجيء المسيح، الملك الحقيقي، الذي سيملك بالبر، ويقود شعبه إلى مجد لا ينتهي.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *