**قصة الإحصاء في البرية**
في السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من أرض مصر، بعدما أنقذهم الرب بقوة عظيمة من عبودية فرعون، وعبر بهم البحر الأحمر، وأطعمهم المنَّ والسلوى في البرية، وسقاهم الماء من الصخرة، تكلم الرب مع موسى النبي في خيمة الاجتماع، هناك في برية سيناء. كان اليوم مشمسًا، والهواء نقيًا يحمل عبق الحرية بعد سنوات العبودية المريرة.
قال الرب لموسى: **”احصِ كل جماعة بني إسرائيل حسب عشائرهم وبيوت آبائهم، بعدد الأسماء، كل ذكر حسب رؤوسهم. من ابن عشرين سنة فصاعدًا، كل خارج للحرب في إسرائيل، تعدهم أنت وهارون حسب أجنادهم.”**
فاستعد موسى وهارون لهذه المهمة العظيمة. ودعا موسى رؤساء الشعب، رجالًا أمناء من كل سبط، عرفوا بالحكمة والقدرة على القيادة. كان من بينهم أليصور بن شديئور من سبط رأوبين، ونثنائيل بن صوغر من سبط يساكر، وأليآب بن حيلون من سبط زبولون. هؤلاء الرجال وقفوا بجانب موسى وهارون لتنفيذ أمر الرب بدقة وإخلاص.
بدأ الإحصاء في اليوم المحدد، حيث تجمع الشعب أمام خيمة الاجتماع، رجلًا رجلًا، كلٌ حسب سبطه وعشيرته. كانت الألوف تتقدم بانتظام، والوجوه تعلوها علامات الجدية والرهبة من هذا الأمر الإلهي. حمل كل رجل اسمه وهوية آبائه، متذكرًا وعود الرب لإبراهيم وإسحاق ويعقوب.
وتم العد بدقة، سبطًا بعد سبط:
– **سبط رأوبين**: ستة وأربعون ألفًا وخمسمئة.
– **سبط شمعون**: تسعة وخمسون ألفًا وثلاثمئة.
– **سبط جاد**: خمسة وأربعون ألفًا وستمئة وخمسون.
– **سبط يهوذا**: أربعة وسبعون ألفًا وستمئة.
– **سبط يساكر**: أربعة وخمسون ألفًا وأربعمئة.
– **سبط زبولون**: سبعة وخمسون ألفًا وأربعمئة.
– **سبط أفرايم**: أربعون ألفًا وخمسمئة.
– **سبط منسى**: اثنان وثلاثون ألفًا ومئتان.
– **سبط بنيامين**: خمسة وثلاثون ألفًا وأربعمئة.
– **سبط دان**: اثنان وستون ألفًا وسبعمئة.
– **سبط أشير**: واحد وأربعون ألفًا وخمسمئة.
– **سبط نفتالي**: ثلاثة وخمسون ألفًا وأربعمئة.
وهكذا بلغ عدد جميع المحاربين من بني إسرائيل من ابن عشرين سنة فصاعدًا **ست مئة ألف وثلاثة آلاف وخمسمئة وخمسين**. لكن سبط لاوي لم يُحصَ معهم، لأن الرب أوكل إليهم خدمة خيمة الاجتماع وحملها وحراستها. كان اللاويون هم حماة المقدس، فلا يُرسلون للحرب كباقي الأسباط.
عندما انتهى موسى وهارون والرؤساء من الإحصاء، قدموا النتائج للرب، الذي قبل العمل بتفانيهم. كان هذا العد بمثابة تأكيد على وعود الله بأن يجعل من إسرائيل أمة عظيمة، قادرة على دخول الأرض الموعودة.
لكن في الوقت نفسه، كان هذا الإحصاء تذكيرًا للمسؤولية الملقاة على عاتق كل رجل في إسرائيل، فكل واحد منهم كان جنديًا محتملًا في جيش الرب، مدعوًا للثقة في قوة الله ووعوده.
وهكذا، في تلك الأيام، تعلم بنو إسرائيل أنهم شعب الله المختار، المنظم تحت قيادته، المعدّ لرحلته نحو الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا.