الكتاب المقدس

مسح شاول ملكًا على إسرائيل بقوة الرب

**قصة مسح شاول ملكًا على إسرائيل**

في تلك الأيام، كان صموئيل النبي رجل الله الأمين، الذي قاد شعب إسرائيل بحكمة وكلمة الرب. وكان الشعب يئن تحت نير الفلسطينيين، فطلبوا من صموئيل أن يقيم لهم ملكًا يحكمهم مثل سائر الأمم. فحزن صموئيل في قلبه، لأن طلبهم هذا كان رفضًا لله كملك عليهم. لكن الرب قال لصموئيل: “اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك، لأنهم لم يرفضوك أنت، بل رفضوني أنا حتى لا أملك عليهم.”

فأطاع صموئيل كلام الرب وبدأ يبحث عن الرجل الذي سيختاره الله ليكون أول ملك على إسرائيل. وفي أحد الأيام، بينما كان شاول بن قيس، الشاب الطويل الوسيم من سبط بنيامين، يبحث عن أتن ضلت لأبيه، قاده طريقه إلى أرض صوف، حيث كان صموئيل يقيم.

قبل أن يلتقي شاول بصموئيل، كلم الرب النبي قائلًا: “غدًا في مثل هذا الوقت أرسل إليك رجلًا من أرض بنيامين، فامسحه رئيسًا لشعبي إسرائيل، لأنه يخلص شعبي من أيدي الفلسطينيين. إني قد نظرت إلى شعبي لأن صراخهم قد بلغ إلي.”

وهكذا، عندما رآه صموئيل، أخبره الرب: “هذا هو الرجل الذي كلمتك عنه. هذا يملك على شعبي.” فاقترب صموئيل من شاول وقال له: “أنا النبي الذي تراه أمامك. اصعد أمامي إلى المرتفعة، فاليوم تأكل معي، وفي الصباح أطلقك وأخبرك بكل ما في قلبك.”

ثم أخذ صموئيل قارورة الدهن وسكبها على رأس شاول وقبّله قائلًا: “أليس لأن الرب قد مسحك رئيسًا على ميراثه؟” ثم أعطاه علامات لتأكيد اختيار الله له:

“عندما تذهب من عندي اليوم، ستجد رجلين عند قبر راحيل في تخم بنيامين، وسيقولان لك: إن الأتن التي ذهبت تطلبها قد وُجدت، وهوذا أبوك قد ترك أمر الأتن وقلق عليك قائلًا: ماذا أفعل بابني؟ ثم تمضي من هناك وتأتي إلى بلّوطة تابور، فتلقى هناك ثلاثة رجال صاعدين إلى الله إلى بيت إيل، واحد حامل ثلاثة جداء، وآخر حامل ثلاث قراطيس خبز، والثالث حامل زق خمر. فإذا سلموا عليك وأعطوك قرصين من الخبز، فخذهما من أيديهم. بعد ذلك، تأتي إلى تل الله حيث حرس الفلسطينيين، وحالما تدخل المدينة تلقى جماعة من الأنبياء نازلين من المرتفعة، وأمامهم رباب ودفوف وعيدان ونايات، وهم يتنبأون. فيحل عليك روح الرب، وتتنبأ معهم، وتتحول إلى رجل آخر.”

وبالفعل، مضى شاول في طريقه، وكل ما قاله صموئيل تحقق بالترتيب. وعندما التقى بجماعة الأنبياء، حل عليه روح الرب بقوة، فتنبأ معهم، فتعجب كل من عرفه من قبل وقالوا: “ماذا أصاب ابن قيس؟ أشاول أيضًا بين الأنبياء؟”

ثم جمع صموئيل كل الشعب في المصفاة، وأعلن أمامهم أن الرب قد اختار شاول ليكون ملكًا. لكن عندما بحثوا عنه، وجدوه مختفيًا بين الأمتعة، خجولًا من هذا المنصب العظيم. فأخرجه الشعب، وإذا به أطول من كل الشعب من كتفيه فما فوق. فهتف الجميع: “ليحيَ الملك!”

وهكذا، بمسحة إلهية، أصبح شاول أول ملك على إسرائيل، ليس بقوته أو جدارته، بل لأن الرب اختاره ليقود شعبه في ذلك الوقت. لكن القصة تذكرنا أن الملك الحقيقي هو الرب، الذي يحكم بقلب كامل، وليس البشر الذين تتقلب قلوبهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *