**الوقت لكل شيء: قصة مستوحاة من جامعة 3**
في قديم الزمان، في مدينة صغيرة تقع بين الجبال، عاش رجل حكيم اسمه أليفاز. كان أليفاز معروفًا بين أهل قريته بحكمته العميقة وتأملاته في الحياة. في أحد الأيام، بينما كان جالسًا تحت شجرة زيتون عتيقة، اجتمع حوله الشباب والشيوخ ليسألوه عن سر الحياة.
رفع أليفاز عينيه إلى السماء الزرقاء وتنهد قائلًا:
“اسمعوا يا أولادي، لكل شيء في هذه الحياة وقت محدد، ولله حكمة في كل ما يحدث تحت الشمس.”
ثم بدأ يحكي لهم قصة تعكس حكمة سفر الجامعة، الإصحاح الثالث.
**وقت للولادة ووقت للموت**
في قرية مجاورة، وُلد طفل في ليلة مقمرة، فامتلأ بيت والديه بالفرح والترانيم. لكن في الوقت نفسه، كان جارهم العجوز يتنفس آخر أنفاسه بينما أسرته تحيط به باكية. قال أليفاز: “انظروا كيف أن الفرح والحزن يسيران جنبًا إلى جنب، لكن الله يعلم لماذا يأتي كل منهما في وقته.”
**وقت للزرع ووقت لاقتلاع ما زرع**
ثم تذكر أليفاز قصة المزارع ناحوم، الذي زرع حقله بالقمح في الربيع، وسقاه بعرق جبينه. لكن حين جاءت عاصفة شديدة اقتلعت جزءًا من زرعه، حزن ناحوم. ومع ذلك، في العام التالي، نما في نفس المكان نباتات برية أطعمت عائلته في وقت المجاعة. “الله يعطي، والله يأخذ، فتبارك اسمه في كل وقت.”
**وقت للقتل ووقت للشفاء**
وتابع أليفاز حديثه بقصة الحرب التي دارت بين القبائل منذ سنوات. فقد الكثيرون أرواحهم، لكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها، تعلم الناس الغفران وبنوا جسور المصالحة. حتى الجروح العميقة شُفيت بمرور الزمن، لأن لله وقتًا لكل جرح ليلتئم.
**وقت للبكاء ووقت للضحك**
وتذكر الحكيم عروسًا بكيت في ليلة زفافها لأن والدها لم يعش ليرى هذا اليوم، لكنها ضحكت حين رأت أولادها يلعبون حولها بعد سنوات. “الدموع تروي القلب كما يروي المطر الأرض، ومنها تنبت بذور الفرح.”
**وقت للصمت ووقت للكلام**
وفي نهاية حديثه، سكت أليفاز قليلًا، ثم قال: “تعلمت من أبي أن الصمت في وقته حكمة، والكلام في وقته بركة. فحين تجادل أيوب الرب، أجابه الرب من العاصفة ليس بكلمات قاسية، بل بأسئلة تذكره بعظمة الخالق.”
**ختام الحكمة**
أخيرًا، نظر أليفاز إلى الحضور وقال: “الله صنع كل شيء حسنًا في وقته، ووضع الأبدية في قلوبنا، لكننا لا نستطيع أن نفهم كل أعماله. لذا، لنثق به في كل فصل من فصول حياتنا، ولنفرح ونعمل الصالح، لأن هذا هو عطية الله لنا.”
فهم الحاضرون أن الحياة ليست سلسلة أحداث عشوائية، بل لوحة مرسومة بيد إلهية حكيمة. وعاد كل واحد إلى بيته متأملًا في الوقت الذي أعطاه الله له، ومصممًا أن يعيشه بإيمان وامتنان.
وهكذا، كما كتب الحكيم في الجامعة: “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاءِ وَقْتٌ.”