**قصة من سفر ملاخي: الفصل الرابع**
في تلك الأيام، عندما كان شعب إسرائيل يعيش في حالة من التردد الروحي، تهاونوا في عبادة الرب، ونسوا عهده معهم. لكن الرب، بصلاحه ورحمته، أرسل لهم النبي ملاخي ليهديهم ويردهم إلى الطريق المستقيم. وكانت كلمات الرب التي نطق بها ملاخي قوية ومليئة بالإنذار والوعد في آن واحد.
### **اليوم العظيم آتٍ**
قال ملاخي للشعب: “هكذا يقول الرب القدير: ‘هوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور، وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًّا، فيحرقهم اليوم الآتي، فلا يترك لهم أصلًا ولا فرعًا.'”
تخيلوا ذلك اليوم، يا أحبائي! السماء تظلم، والأرض ترتجف من هول ما سيحدث. النار الإلهية تشتعل كفرن محمى، تلتهم كل شر وكبرياء. لا ينجو من يد الرب إلا من اتقاه وعمل بحسب وصاياه. كان ملاخي يصف يوم الدينونة العظيم، حيث يُميّز الرب بين الأبرار والأشرار.
لكن وسط هذا التحذير المخيف، كانت هناك بشرى رائعة للمؤمنين الأتقياء.
### **شمس البر تشرق**
تابع النبي قائلًا: “ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر، والشفاء في أجنحتها.”
يا له من وعد عظيم! فالشمس هنا ليست مجرد نور، بل هي الرب نفسه، الذي سيأتي كمخلص وشافٍ. تخيلوا نورًا يغمر القلوب الحزينة، يشفي كل جراح، وينير كل ظلمة. هذا هو المسيا المنتظر، الذي سيأتي ليحرر شعبه من خطاياهم.
كان المؤمنون الحقيقيون ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر، بينما كان المنافقون يرتعبون من العقاب الذي ينتظرهم.
### **تذكروا شريعة موسى**
ثم ختم ملاخي كلامه بتذكير الشعب بضرورة التمسك بالشريعة: “اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل، الفرائض والأحكام.”
فالشريعة كانت دليلهم إلى البر، وطريقهم لمعرفة مشيئة الرب. لكنها أيضًا كانت ترمز إلى المسيح الآتي، الذي سيتمم الناموس ويقدم خلاصًا أبديًا.
### **إيليا النبي يسبق اليوم العظيم**
وأضاف الرب على لسان ملاخي: “ها أنا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف.”
إيليا، النبي الجبار الذي صعد إلى السماء في مركبة نارية، سيعود ليهيئ الطريق أمام المسيح. وهذا ما تحقق في يوحنا المعمدان، الذي جاء بروح إيليا وقوته، داعيًا الشعب إلى التوبة استعدادًا لمجيء الرب.
### **الختام: العودة إلى الرب**
وهكذا، ختم النبي كلامه بدعوة الشعب إلى العودة إلى الرب قبل فوات الأوان. فاليوم العظيم قادم لا محالة، والرب يريد أن يرى شعبه مستعدًا، متشبثًا بالإيمان، منتظرًا بفرح شمس البر، الرب يسوع المسيح، الذي سيأتي ليدين الأشرار ويخلص الذين يتقونه.
فليتكل كل مؤمن على وعود الرب، وليعيش في قداسة، لأنه سيأتي يوم تُرى فيه عدالة الله ومحبته مجتمعتين في نور مجده الأبدي.