**قصة تعليم بولس لتيموثاوس عن الصلاة والسلوك المستقيم**
في مدينة أفسس، حيث كانت الكنيسة الناشئة تواجه تحديات كثيرة من تعاليم زائفة وخلافات داخلية، جلس الرسول بولس مع تيموثاوس، تلميذه الحبيب، ليعلمه كيف يرعى شعب الله بكل أمانة. كان الجو حولهما هادئاً، والنسيم العليل يهب عبر النافذة المفتوحة، حاملاً معه عبق الزهور المنتشرة في الشوارع الضيقة.
بدأ بولس حديثه بصوت حكيم ومليء بالرعاية: **”يا تيموثاوس، أول كل شيء، أطلب أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس.”**
نظر تيموثاوس إليه باهتمام، فشرح بولس بتفصيل: **”لا تهمل الصلاة من أجل الملوك وجميع الذين في منصبٍ عالٍ، لأنه عندما يعيش المؤمنون في حياة مطمئنة هادئة، نستطيع أن نعبد الله بكل تقوى ووقار. هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.”**
توقف بولس للحظة، ثم أضاف بنبرة جادة: **”لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع.”**
كانت عينا تيموثاوس تلمعان بينما كان يستوعب كلمات معلمه. ثم تابع بولس: **”لأجل هذا جُعلت أنا كارزاً ورسولاً، لأعلن الحق للأمم وأرشدهم إلى الإيمان.”**
ثم انتقل بولس إلى تعليم آخر مهم، وهو دور الرجال والنساء في الكنيسة. قال: **”أريد أن يصلي الرجال في كل مكان، رافعين أيادي طاهرة بلا غضب ولا جدال.”**
أما بالنسبة للنساء، فقد أوضح بولس بتواضع وحزم: **”كذلك النساء يلتزمن بلباس الحشمة والتعقل، لا بالزينات المبالغ فيها أو الذهب أو اللآلئ الباهظة، بل بالأعمال الصالحة، كما يليق بنساء يعترفن بتقوى الله.”**
ثم أضاف بتأكيد: **”لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. فَلَسْتُ أَسْمَحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ أَنْ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ.”**
رفع تيموثاوس حاجبيه متسائلاً، فأكمل بولس: **”لأن آدم جُبل أولاً، ثم حواء. وآدم لم يُغوَ، لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد، إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل.”**
كانت كلمات بولس واضحة ومليئة بالحكمة، تهدف إلى بناء الكنيسة على أساس الحق والمحبة. شعر تيموثاوس بثقل المسؤولية، لكنه عرف أن الله سيعطيه النعمة ليرعى شعبه بأمانة.
وهكذا، بعد هذا التعليم، خرج تيموثاوس وهو ممتلئ بالحكمة والإرشاد، عازماً أن يطبق هذه التعاليم في كنيسة أفسس، ليمجد اسم الرب ويبني المؤمنين في الحق.