الكتاب المقدس

بناء المسكن المقدس في سفر الخروج

**قصة بناء المسكن حسب خروج 26**

في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية بعد عبورهم البحر الأحمر، أوصى الرب موسى على جبل سيناء أن يبني مسكنًا مقدسًا ليحل بينهم. وكانت التعليمات دقيقة ومفصلة، لأن هذا المسكن سيكون رمزًا لحضور الله وسط شعبه.

بدأ موسى بجمع المواد التي تبرع بها الشعب بقلوب سخية: ذهب، فضة، نحاس، أقمشة من ألوان زاهية — أرجوان، قرمز، وأزرق — بالإضافة إلى جلود الحيوانات وخشب السنط. كان الجميع متحمسين للمساهمة في بناء بيت الرب.

ثم بدأ الحرفيون الموهوبون، الذين ملأهم الرب حكمة وفنًا، في صنع أجزاء المسكن. أولًا، صنعوا عشر خيام من الكتان المبروم الفاخر، مُزينًا بصور الكروبيم المطرزة بدقة. كانت كل خيمة بطول ثمانية وعشرين ذراعًا وعرض أربعة أذرع، ومتصلة ببعضها بحلقات من ذهب. ثم صنعوا غطاءً من شعر المعزى، وآخر من جلود الكباش المُحمرة، وفوقها غطاء من جلود التخس لحماية المسكن من العوامل الجوية.

أما الجدران، فصنعت من ألواح خشب السنط، القوية والمتينة، وُضعت قائمة وثُبتت بقواعد من الفضة. كان كل لوح مغطى بالذهب النقي، مما جعل المسكن يلمع تحت أشعة الشمس كأنه نار مقدسة. وفي الداخل، صنعوا حجابًا فاخرًا من الأرجوان والقرمز والأزرق والكتان المبروم، عليه صور الكروبيم، لفصل قدس الأقداس عن القدس.

وضعوا المائدة في الشمال، والمنارة في الجنوب، ومذبح البخور أمام الحجاب. كل قطعة كانت مصنوعة بدقة وحب، لأنها ترمز إلى شركة الإنسان مع الله. وعند اكتمال المسكن، حلّ مجد الرب على الخيمة كسحابة في النار، علامة على رضاه وحضوره الدائم بين شعبه.

وهكذا، أصبح المسكن مركز الحياة الدينية لبني إسرائيل، تذكيرًا دائمًا بأن الله قدوس، ولكنه أيضًا قريب من الذين يدعونه بإخلاص.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *