الكتاب المقدس

تحذير الرب من الخطايا الجنسية في سفر اللاويين

**قصة من سفر اللاويين: تحذير من الخطايا الجنسية**

في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البريّة بعد خروجهم من أرض مصر، تجمّع الشعب حول خيمة الاجتماع ليسمعوا كلام الرب الذي تكلّم به إلى موسى النبي. وكان الجوّ حاراً، والريح تعصف بلطف فوق الرمال الذهبية، بينما وقف موسى بوقار أمام الجميع، ممسكاً بيديه لوحي الشريعة، وعيناه تلمعان بالنور الإلهي.

فقال موسى بصوت عالٍ واضح: “اسمعوا يا بني إسرائيل، هذا ما أوصى به الرب إلهكم. لا تسلكون حسب أعمال أرض مصر التي سكنتم فيها، ولا حسب أعمال أرض كنعان التي أنا آتٍ بكم إليها. بل احفظوا فرائضي وأحكامي، لأن الإنسان الذي يعمل بها يحيا بها. أنا الرب إلهكم!”

ثم أخذ موسى يعدّد الوصايا التي أعطاها الرب، وكانت كلماته ثقيلة كالرصاص، لأنها كانت تحمل تحذيراً شديداً من الخطايا التي تثير غضب الله.

“احذروا أن تقتربوا من أحد أقربائكم لكشف عورته، لأن ذلك رجس. لا تكشف عورة أبيك أو أمك، فهي لحمك ودمك. ولا تتزوج أختك، بنت أبيك أو بنت أمك، سواء وُلدت في البيت أو خارجه. ولا تكشف عورة ابنة ابنك أو ابنة بنتك، لأنها من دمك. ولا تأخذ ابنة أخيك أو ابنة أختك لتكشف عورتها، فهما من عائلتك. ولا تتزوج امرأة أبيك، فهذا عار على أبيك. ولا تكشف عورة أختك من أبيك، لأنها قريبة منك. ولا تكشف عورة عمتك أو خالتك، لأنها من لحم عائلتك. ولا تقترب من كنّةك، فهي زوجة ابنك، ولا يحل لك أن تكشف عورتها. ولا تتزوج أخت امرأتك في حياتها، فتثير غضب الرب.”

كانت وجوه الشعب تتغير عند سماع كل كلمة، لأنهم عرفوا أن هذه الخطايا كانت شائعة بين الأمم الوثنية حولهم. لكن الرب أراد أن يميّز شعبه، ليكون قدوساً كما أنه قدوس.

وتابع موسى: “ولا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة، لأن ذلك رجس. ولا تجامع بهيمة، فتتنجس بها. ولا تدع امرأة تقف أمام بهيمة لتركبها، لأن هذا فحش.”

ثم رفع موسى صوته كالرعد: “لا تتنجسوا بهذه الأمور، فإن الأمم التي كنت ساكناً بينها قد تنجست بها. فامتلأت الأرض دنساً، حتى أني عاقبتها على إثمها، فتقذّت الأرض سكانها. فاحفظوا أنتم فرائضي وأحكامي، ولا تعملوا شيئاً من هذه الرجاسات، لا الوطني بينكم ولا الغريب الذي يسكن في وسطكم. لأن كل هذه الرجاسات قد عملها أهل الأرض الذين قبلكم، فصارت الأرض نجسة. فلا تقذف الأرضكم أنتم أيضاً إذا دنّستموها، كما تقذّت الأمم التي كانت قبلكم!”

ساد صمت عميق بين الجميع، لأنهم أدركوا أن الرب جاد في تحذيره. فالله قدوس، ولا يقبل الخطية. ومن يتعدّى حدوده سيلقى عقابه.

وأخيراً، ختم موسى كلامه قائلاً: “فاحفظوا جميع وصاياي وفرائضي، واعملوا بها. أنا الرب الذي قدّسكم. لأن كل من يعمل هذه الرجاسات تُقطع تلك الأنفس من بين شعبها. فكونوا مقدسين، لأني أنا الرب إلهكم قدوس.”

وهكذا تفرّق الشعب إلى خيامهم، وكل واحد يتأمل في كلام الرب، عازماً أن يسلك بالطريق المستقيم، لئلا يسقط تحت غضب القدوس.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *