الكتاب المقدس

رؤيا حزقيال: أبواب الهيكل المقدس وغرفه المقدسة

**قصة من سفر حزقيال: الأبواب الداخلية للهيكل**

في السنة الخامسة والعشرين من سبي شعب إسرائيل، بينما كنت جالساً عند نهر خابور، حلّت عليَّ يد الرب وأخذتني في رؤيا إلهية عظيمة إلى أرض إسرائيل. ووضعني على جبل عالٍ جداً، وإذا ببناء يشبه مدينة عظيمة يظهر أمامي. وإذا برجلٌ منظره كالنحاس يقف عند الباب، وبيده حبل كتان وقصبة القياس. فقال لي: “يا ابن آدم، انظر بعينيك واسمع بآذانك، وأعطِ قلبك لكل ما سأريك إياه، لأنك جئت إلى هنا لكي أريك. أخبر بيت إسرائيل بكل ما تراه.”

فبدأت أتبع الرجل الذي كان ملاك الرب، ودخلنا إلى الهيكل المقدس. وكان يقيس كل جزء بدقة، ويشرح لي معنى كل قياس. ثم وصلنا إلى المكان الذي تحدث عنه في الأصحاح الثاني والأربعين.

**وصف الغرف المقدسة**

أخذني الملاك إلى الساحة الخارجية نحو الشمال، حيث وجدنا مبنى عظيماً يضم غرفاً متعددة. كان طول هذا المبنى مئة ذراع، وعرضه خمسين ذراعاً. وكانت هناك ثلاث طبقات من الغرف، الواحدة فوق الأخرى، ولكنها لم تكن كالأبنية العادية، لأن أعمدة الرواق كانت مختلفة عن أي شيء رأيته من قبل.

أمام الغرف، كان هناك ممر بعرض عشر أذرع، وطريق داخلي بعرض ذراع واحد. وكانت أبواب الغرف نحو الشمال. وكانت الغرف العليا أضيق من السفلى والوسطى، لأن الرواق أخذ جزءاً من مساحتها. وكانت الجدران سميكة، مما أعطى الهيكل هيبةً وقوة.

ثم سألت الملاك: “ما هي وظيفة هذه الغرف؟”

فأجابني: “هذه هي الغرف المقدسة حيث يأكل الكهنة الذبائح المقدسة، ويخزنون فيها التقدمات الأكثر قداسةً: تقدمة الدقيق، وذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم. فهي مكان مقدس، حيث يضع الكهنة ملابسهم الكهنوتية المقدسة قبل الخدمة، ولا يخرجون بها إلى الساحة الخارجية حتى لا يقدسوا الشعب بملابسهم.”

**القداسة والانفصال**

ثم قاس الملاك الساحة الخارجية، وكانت تحيط بالمبنى من كل جانب. وكان هناك جدار يفصل بين المكان المقدس والساحة الخارجية، بطول خمسين ذراعاً. وهذا الجدار كان رمزاً لفصل المقدس عن الدنس، لأن الرب قال: “ليفرزوا بين المقدس والدنس، وبين النجس والطاهر.”

ثم نظرت إلى الجهة الشرقية، فرأيت باباً يؤدي إلى الساحة الخارجية. فقال لي الملاك: “هذا هو المكان الذي يدخل منه الكهنة بعد أن يكملوا خدمتهم في القدس الداخلي، ولا يخرجون من نفس الباب الذي دخلوا منه، بل يسيرون قدماً نحو الأمام، لأن الخدمة للرب تتطلب تقدماً دائماً، وليس رجوعاً.”

**ختام الرؤيا**

بعد أن انتهى الملاك من القياس، قال لي: “يا ابن آدم، احفظ كل ما رأيته في قلبك، واكتبه لشعب إسرائيل، لأن هذا هو نموذج بيت الرب الذي يجب أن يسيروا حسب وصاياه. فليتعلموا أن القداسة هي أساس العبادة، وأن كل شيء في بيت الله يجب أن يكون بمقياس دقيق، لأن الرب إله نظام، وليس إله تشويش.”

فاستيقظت من الرؤيا، وأنا ممتلئٌ بالرهبة من قداسة الله، وعزمت على أن أنقل كل هذه الأمور لشعب إسرائيل، لعلهم يتذكرون ويتراجعون عن طرقهم الشريرة، ويعودون إلى الرب بإخلاص.

وهكذا، كانت هذه الرؤيا تذكيراً عظيماً بأن بيت الرب ليس مجرد مبنى من حجر، بل هو رمز لوجود الله المقدس وسط شعبه، الذي يجب أن يعيش في طاعة وقداسة كل أيام حياته.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *