**قصة مزمور 91: الملجأ الحصين**
في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل تقي اسمه ألياقيم. عاش في قرية صغيرة عند سفح جبل صهيون، حيث كان يعمل في حراسة أغنامه وزراعة أرضه. لكن أكثر ما اشتهر به ألياقيم كان إيمانه العميق بالله، إذ كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة وقراءة الكتب المقدسة.
ذات يوم، بينما كان ألياقيم جالسًا تحت شجرة زيتون يتأمل في كلام الرب، سمع صوتًا داخليًا يهمس في قلبه: **”من يسكن في ستر العلي، يبيت في ظل القدير.”** (مزمور 91: 1). شعر بسلام عجيب يغمر روحه، وكأن الله نفسه يخبره أن لا خوف عليه ما دام متكلًا عليه.
وفي تلك السنة، ضربت المنطقة مجاعة شديدة، وجاء عليها وباء فتاك. انتشر الخوف بين الناس، وسقط الكثيرون مرضى، بل ومات بعضهم. لكن ألياقيم ظل ثابتًا في إيمانه، متمسكًا بقول الرب: **”أقول للرب: ملجئي وحصني، إلهي فأتكل عليه.”** (مزمور 91: 2). رغم أن الوباء كان يضرب يمينًا ويسارًا، إلا أن ألياقيم وعائلته لم يصابوا بأذى.
وفي إحدى الليالي، بينما كان القرية نائمين، هبّت عاصفة رعدية مخيفة. البرق كان يشق السماء، والرياح العاتية كادت تقتلع الأشجار من جذورها. خرج بعض الرعاة لإنقاذ أغنامهم، فإذا بذئب مفترس يهاجم القطيع. صرخ الرعاة خوفًا، لكن ألياقيم، الذي كان واثقًا بحماية الرب، خرج وهو يردد: **”لا تخافوا من خوف الليل، ولا من سهمة تطير في النهار، ولا من وباء يسلك في الظلمة، ولا من هلاك يفسد في الظهيرة.”** (مزمور 91: 5-6).
وبينما كان الذئب يزأر ويهاجم، حدث شيء عجيب: ظهر نور إلهي حول ألياقيم، ففرّ الذئب مذعورًا. في الصباح، تجمع أهل القرية مندهشين، وسألوه: “كيف نَجَوْتَ أنت وأسرتك من الوباء والوحوش؟” فأجابهم ألياقيم بهدوء: **”لأنه قال: لأنه يخلصك من فخ الصياد، ومن الوباء الوبيل. بريشه يظللك، وتحت جناحيه تحتمي. ترس ومجن حقه.”** (مزمور 91: 3-4).
ومنذ ذلك اليوم، بدأ أهل القرية يتعلمون من إيمان ألياقيم. تعلموا أن الله يحفظ من يتكل عليه حقًا، كما وعد: **”لأنه تعلق بي أنجيه، أرفعه لأن他知道 اسمي. يدعوني فأستجيب له، معه أنا في الضيق، أنقذه وأمجده.”** (مزمور 91: 14-15).
وهكذا، عاش ألياقيم وأهل قريته في سلام، لأنهم عرفوا أن **”من يسكن في ستر العلي”** يكون في حصن لا يُقهر.