الكتاب المقدس

قصة عيسو وأبناؤه في سفر التكوين 36

**قصة عيسو وأبناؤه: سفر التكوين 36**

في تلك الأيام، بعد أن استقر يعقوب في أرض كنعان، اتخذ عيسو ابن إسحاق قرارًا مصيريًا. فقد رأى أن الأرض التي كان يعيش فيها مع أخيه يعقوب لم تعد تتسع لهما ولقطعانهما الكثيرة. فجمع عيسو كل ما يملك من مواشٍ وخيام وعبيد، وارتحل هو وعائلته إلى منطقة سعير، بعيدًا عن أخيه.

كان لعيسو، الذي يُدعى أيضًا أدوم، ثلاث زوجات: عادة بنت إيلون الحثي، وأهوليبامة بنت عنا بن صبعون الحوي، وبسمة بنت إسماعيل وأخت نبايوث. وقد أنجب منهن أبناءً كثيرين، صاروا رؤساء وقادة في أرضهم.

### أبناء عيسو

وُلِدَ لعيسو خمسة أبناء:
1. **أليفاز**: من زوجته عادة، وكان أشجع أبنائه.
2. **رعوئيل**: أيضًا من عادة، وكان حكيمًا ومحبوبًا بين إخوته.
3. **يوعوش ويعلام وقورح**: من زوجته بسمة، وكانوا رجالًا أقوياء، يسيرون في طرق والدهم.

أما زوجته أهوليبامة، فقد ولدت له ثلاثة أبناء:
– **يعوش**: الذي اشتهر بمهارته في الصيد.
– **يعلام**: الذي كان ماهرًا في رعاية الأغنام.
– **قورح**: الذي صار زعيمًا بين أخوته.

هؤلاء هم أبناء عيسو الذين وُلدوا له في أرض كنعان، ولكنهم انتقلوا معه إلى جبل سعير حيث استقروا هناك.

### رحيل عيسو إلى سعير

لم يكن عيسو فقيرًا، بل كان غنيًا جدًا بمواشيه وعبيده. وعندما رأى أن أرض كنعان لا تكفي لقطعانه مع قطعان يعقوب، قرر الرحيل. سار هو وأبناؤه وزوجاته وكل خدمه عبر البراري، حتى وصلوا إلى جبل سعير، حيث استقر هناك.

كانت أرض سعير مأهولة بالحوريين، ولكن عيسو وأبناءه تغلبوا عليهم بمرور الزمن، وورثوا الأرض. وصاروا شعبًا قويًا يُدعى “أدوم”، نسبة إلى اسم عيسو الآخر “أدوم” بسبب طلبَه العدس الأحمر من يعقوب في يوم من الأيام.

### رؤساء أدوم

من أبناء عيسو خرج رؤساء عظماء، صاروا أسلافًا لعشائر كبيرة:

1. **أليفاز بن عيسو**: أنجب تيمان وعومار وصفي وجعتام وقناز. وهؤلاء صاروا رؤساء عشائرهم.
2. **رعوئيل بن عيسو**: أنجب ناحات وزارح وشَمّة ومِزّة. وهؤلاء أيضًا صاروا زعماء في أدوم.

أما أبناء أهوليبامة، فكانوا رؤساء أيضًا، وقد حكموا مناطق مختلفة في سعير.

### ملوك أدوم

قبل أن يكون لإسرائيل ملوك، كان لأدوم ملوك يحكمونهم. ومن أشهر ملوك أدوم:

– **بَلاَع بن بعور**: أول ملك في أدوم، وكانت عاصمته دِنهابة.
– **يوباب بن زارح**: الذي خلف بَلاع.
– **حُوشام**: الذي حكم بعد يوباب، وهزم المديانيين في حرب عظيمة.
– **حَدَاد بن بَدَد**: الذي هزم المديانيين في أرض موآب.

وهكذا، صار أدوم شعبًا قويًا له نظام ملكي قبل إسرائيل بزمن طويل.

### خاتمة

وهكذا استقر عيسو وأبناؤه في جبل سعير، وصاروا أمة عظيمة. ورغم أن عيسو كان قد باع بكوريته في يوم من الأيام، إلا أن الله باركه أيضًا وأعطاه أرضًا ونسلاً كثيرًا.

وبقي أدوم شعبًا قويًا، يتصارع أحيانًا مع إسرائيل، ولكن قصتهم بدأت هنا، في جبل سعير، حيث عاش عيسو وعائلته، وصاروا أسياد الأرض.

وهكذا تمت قصة عيسو وأبنائه، كما كُتبت في سفر التكوين، ليعرف الأجيال القادمة كيف تكونت الأمم، وكيف نفذت مشيئة الله في حياة البشر.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *