الكتاب المقدس

قصة ميخا وعبادة التمثال في إسرائيل

**قصة ميخا وتمثاله**

في تلك الأيام، حين لم يكن ملك في إسرائيل، وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه، كان هناك رجل اسمه ميخا من جبل أفرايم. حدث ذات يوم أن ميخا سرق من أمه ألفاً ومئة من الفضة. فلما علمت أمه بالسرقة، لعنَت السارق دون أن تعلم أنه ابنها. لكن ميخا سمع اللعنة وخاف، فاعترف لأمه قائلاً: “أنا أخذت الفضة التي سُرقت منك، وهي عندي الآن.”

فتنهدت أمه بالارتياح وأعلنت: “ليكن ابني مباركًا من الرب!” ثم قررت أن تخصص الفضة للرب، لتصنع منها تمثالاً منحوتًا ومسبوكًا. فأخذت مئتي من الفضة ودفعتها إلى الصائغ، الذي صنع منها تمثالاً وإلهاً بيتياً. ووضعت أم ميخا التمثال في بيت ابنها.

وكان لميخا بيت آلهة، فصنع أفودًا وترافيم، ثم ملأ يده وجعل أحد بنيه كاهنًا له. وهكذا صار بيت ميخا مكانًا للعبادة، لكنها لم تكن حسب شريعة الرب، لأن الرب قد أوصى بعدم صنع تماثيل أو تعيين كهنة خارج سبط لاوي.

وفي تلك الأيام، كان الشعب يبحث عن أي مكان ليعبدوا فيه، إذ لم يكن الهيكل قد بُني بعد. وحدث أن شابًا لاويًا من بيت لحم يهوذا، كان يتجول في أرض أفرايم بحثًا عن مكان ليستقر فيه. فلما مر ببيت ميخا، سأله ميخا: “من أين جئت؟” فأجاب الشاب: “أنا لاوي من بيت لحم، وأنا أبحث عن مكان لأعيش فيه.”

ففرح ميخا جدًا وقال له: “ابقَ عندي وكن لي أبًا وكاهنًا، وسأعطيك عشرة من الفضة كل سنة، وثيابًا وطعامًا.” فوافق اللاوي ودخل بيت ميخا، وصار كاهنًا له. وكان ميخا يقول في نفسه: “الآن علمت أن الرب يحسن إليَّ، لأن عندي لاويًا كاهنًا.”

لكن خطأ ميخا كان عظيمًا، لأنه استبدل عبادة الرب الحقيقية بتماثيل من صنع البشر، وعيَّن كاهنًا حسب هواه، لا حسب وصية الله. وهكذا سقط كثيرون في تلك الأيام في الضلال، لأن كل واحد كان يعمل ما يحسن في عينيه، ولم يكن هناك ملك في إسرائيل ليقود الشعب في طريق الحق.

وهذه القصة تذكرنا بأن عبادة الله يجب أن تكون حسب كلمته، لا حسب أهواء البشر، لأن طريق الإنسان قد يظهر مستقيمًا في عينيه، ولكن عواقبه تؤدي إلى الهلاك.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *