الكتاب المقدس

قصة ألياقيم والرجاء في ظلام يهوذا

**قصة من سفر ميخا: الرجاء في وسط الظلام**

في أيام النبي ميخا، كانت أرض يهوذا تعيش في ظلامٍ روحيٍ عميق. كان الفساد قد انتشر بين القادة، والكهنة يعلّمون بأجور، والقضاة يقبلون الرشاوى. حتى الأصدقاء والأقرباء لم يعودوا يُؤتمنون، وكما كتب النبي: “الصديق قد صار عدوًا، والثقة بين الإخوة قد انقطعت”.

كانت مدينة صغيرة تُدعى بيت لحم تعيش بين الجبال، وفيها رجلٌ تقيٌ اسمه ألياقيم. كان ألياقيم رجلاً طاعنًا في السن، عاش كل حياته متمسكًا بشريعة الرب، لكنه رأى بأم عينيه كيف انحرف شعبه عن طريق الحق. في أحد الأيام، بينما كان جالسًا تحت شجرة زيتون يتأمل في كلام الرب، سمع صوت صراخ من بعيد.

خرج ألياقيم ليرى ما الأمر، فوجد امرأة شابة تبكي بمرارة. سألها: “ما الذي يُحزنك يا ابنتي؟” فأجابت: “لقد خانني زوجي، وتركني بلا معيل. حتى جيراني يتربصون بي ليفتروا عليّ”. تألم قلب ألياقيم، لأنه عرف أن ما قاله النبي ميخا يتحقق أمامه: “لا تثقوا بصاحب، ولا تعتمدوا على صديق. احفظوا أبواب فمكم من التي تضطجع في حضنكم”.

رفع ألياقيم عينيه إلى السماء وقال: “يا رب، إلى متى سنرى الشر ينتصر؟ إلى متى يظلم البار ويُكافأ المنافق؟” وفي تلك اللحظة، تذكر كلمات النبي: “أما أنا فإلى الرب أنتظر. إله خلاصي يسمعني”. فشعر بسلامٍ يملأ قلبه، وعزّى المرأة قائلاً: “لا تخافي، لأن الرب لا يترك نفوس الأتقياء جائعة إلى الأبد. سينصف المظلومين ويدين الظالمين”.

وفي الأيام التالية، اشتدت الضيقات على الشعب. جيوش الأعداء حاصرت المدن، والمجاعة ضربت الأرض. لكن ألياقيم ظلّ يعلّم الناس أن ينتظروا الرب، قائلاً: “عندما تسقط تحت الظلام، تذكر أن الفجر آتٍ. الرب سيُظهر برّه، وسنرى عدله مثل النور عند الصباح”.

وبعد سنين، تحققت نبوة ميخا: “من يحمل خطايا شعبه؟ من سيقف في الثغرة؟ سيأتي من يقود شعبه كراعٍ صالح”. ففي بيت لحم، وُلد الطفل الموعود، الذي سيُخلص شعبه من خطاياهم. وهكذا، في وسط اليأس، أشرق نور الرجاء، لأن الرب لم ينسَ وعده أبدًا.

**الخلاصة:**
على الرغم من أن الشرّ قد يبدو منتصرًا، وكأن الظلام يغطي الأرض، إلا أن الله أمين. هو يسمع صلاة التائبين، وسينتصر عدله في النهاية. كما قال ميخا: “لا تفرحي بي يا عدوتي، إذا سقطت فإني أقوم. إذا جلست في الظلمة، فالرب يكون نورًا لي”.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *