الكتاب المقدس

قصة الأخوين أليعازر ولوقيوس في كنيسة روما

**قصة الأخوين: محبة وقبول في كنيسة روما**

في أيام الرسول بولس، كانت كنيسة روما تضم مؤمنين من خلفيات مختلفة، بعضهم من اليهود الذين تربوا على الشريعة والتقاليد، والبعض الآخر من الأمم الذين قبلوا الإيمان دون تلك العادات. وكان من بينهم أخوان في المسيح، اسم أحدهما **أليعازر** والآخر **لوقيوس**.

كان **أليعازر** يهوديًا مؤمنًا، متمسكًا ببعض العادات مثل عدم أكل اللحوم المذبوحة للأوثان والصوم في أيام معينة. أما **لوقيوس**، الذي جاء من خلفية وثنية، فكان يأكل كل شيء دون تمييز، معتبرًا أن كل طعام قدسه الرب.

ذات يوم، دُعي الإخوة إلى وليمة في بيت أحد المؤمنين الأغنياء. وعندما قُدم الطعام، لاحظ أليعازر أن اللحم قد يكون مذبوحًا للأوثان قبل بيعه في السوق. فامتنع عن الأكل، وبدأ يصلي بصمت. أما لوقيوس، فلم يتردد وأخذ يأكل بفرح، شاكرًا الله على النعمة.

لكن بعض الحاضرين بدأوا يهمسون: “انظروا، أليعازر يرفض الطعام! هل يعتبر نفسه أتقى منا؟” وفي الجانب الآخر، قال آخرون: “لوقيوس يأكل بلا تمييز، ألا يخاف أن يعثر الضعفاء؟”

حين سمع بولس الرسول بهذا الخلاف، كتب إليهم قائلًا: **”الذي يأكل لا يحتقر الذي لا يأكل، والذي لا يأكل لا يدين الذي يأكل، لأن الله قد قبله”** (رومية 14: 3). ثم أوضح أن المسيح هو رب الجميع، وأن الحياة أو الموت ليسا في الأكل أو الشرب، بل في ملكوت الله.

وبعد قراءة الرسالة، تأمل أليعازر ولوقيوس في الكلمات. فذهب لوقيوس إلى أخيه وقال: “أخي، لن أحمل طعامًا يجهد ضميرك، لأن محبتك أهم من شهوتي.” فرد أليعازر: “وأنا لا أريد أن أحكم عليك، فلكل منا إيمانه أمام الله.”

ومن ذلك اليوم، تعلمت الكنيسة أن **المحبة هي التي تبني**، وأن قبول بعضنا بعضًا كما قبلنا المسيح هو سر الوحدة الحقيقية. فصاروا يعيشون بسلام، مجتهدين ألا يكونوا عثرة لإخوتهم، بل عونًا لهم في الإيمان.

وهكذا، صارت كنيسة روما مثالًا حيًا لقبول الضعيف والقوي في المسيح، لأن **”ملكوت الله ليس أكلاً وشربًا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس”** (رومية 14: 17).

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *