**رؤيا السماء الجديدة والأرض الجديدة**
في اليوم الأخير، عندما تُكمَل تدابير الله العظيمة، سيُعلِن الرب عن بداية جديدة لكل الخليقة. فها هي السماء الأولى والأرض الأولى تزولان، ليس بفناءٍ عشوائي، بل كمقدمة لمجد أعظم. البحر، الذي كان رمزًا للفوضى والشر في الرؤى النبوية، لن يكون بعدُ موجودًا. فكل شيءٍ قد تجدَّد!
ثم يظهر عرش الله العظيم، ومن عليه يجلس القدوس الذي لا يُدرَك. وينزل من السماء، كعروسٍ تتزيَّن لزوجها، أورشليم الجديدة. إنها ليست مدينةً من صنع البشر، بل هي تحفة يد الله، مشيدة من نور مجده. جدرانها مرصَّعة بكل حجر كريم، وأسسها تحمل أسماء رسل الحمل الاثني عشر، كشهادة على عهد الله الأبدي مع شعبه.
الشوارع مُذهَّبة، نقية كالزجاج، لأن النجاسة لن تدخلها أبدًا. ولا حاجة فيها للشمس ولا للقمر، لأن مجد الله يضيئها، والحمل هو سراجها. الأمم ستسير في نورها، وملوك الأرض سيُحضرون مجدهم وكرمهم إليها. أبوابها لن تُغلَق نهارًا، إذ لا ليل هناك، ولا خوف من شرٍّ أو دنس.
وفي وسط المدينة، يَنْبُع نهر ماء الحياة، صافٍ كالبلور، خارج من عرش الله والحمل. وعلى ضفتيه شجرة الحياة، التي تحمل اثني عشر نوعًا من الثمر، وتعطي أوراقها الشفاء للأمم. لن يكون هناك لعنة بعد الآن، لأن عرش الله والخروف سيكونان فيها، وعبيده سيخدمونه إلى الأبد.
ولن يدخلها شيءٌ دنسٌ، ولا من يعمل رجسًا أو كذبًا، بل فقط المكتوبون في سفر حياة الحمل. سيكون سُكَّانها من كل أمة وقبيلة وشعب، مجتمعين في تسبحة واحدة للذي غسلهم بدمه. لن يكون هناك حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ، لأن الأمور الأولى قد مضت.
وهكذا يتمُّ قول الله: “هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!” فمن يعطش، فليأتِ. ومن يريد، فليأخذ ماء الحياة مجانًا. لأن النعمة الأخيرة أعظم من كل ما سبق: الله نفسه سيكون معهم إلهًا، وهم سيكونون له شعبًا. وهو سَيمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ بَعْدَ ذلِكَ، لأنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ.
فالسماء الجديدة والأرض الجديدة هي وعد الله الأخير، حيث يسكن البر، وحيث يُكَرَّم الخروف إلى الأبد. فاستعدوا، لأن الملكوت آتٍ!