الكتاب المقدس

حكمة في زمن التجربة: قصة من أمثال 27

**حكمة في زمن التجربة: قصة من أمثال ٢٧**

في قديم الأيام، في قرية صغيرة تدعى “بيت الحكمة”، كان يعيش رجل اسمه “أليفاز”. كان أليفاز معروفًا بين أهل قريته بحكمته وصدقه، وكان دائمًا ما يُذكّر الناس بكلمات سليمان الحكيم: **”لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلد اليوم”** (أمثال ٢٧:١).

ذات يوم، خرج أليفاز إلى السوق ليشترِ حاجات بيته، فسمع رجلًا يُدعى “ناداب” يتباهى أمام الجميع بغناه وكرمه، قائلًا: **”في غدٍ سأذبح عجلًا سمينًا وأوزع لحمه على الفقراء، وسأصير أعظم رجل في القرية!”** فاقترب منه أليفاز وقال له بهدوء: **”يا ناداب، الغد ليس ملكًا لأحد. ربما يغير الرب خططك، فالأفضل أن تتواضع وتشكر الله على ما لديك اليوم.”** لكن ناداب ضحك واستهزأ بكلامه.

وفي تلك الليلة، بينما كان ناداب نائمًا، أصيب بمرض مفاجئ أقعده أيامًا عن الحركة. فلم يستطع ذبح العجل ولا تحقيق وعده. وعندما سمع أهل القرية بما حدث، تذكروا كلمات أليفاز، وعرفوا أن **”المدح الذاتي ليس حكمة”** (أمثال ٢٧:٢).

وفي جانب آخر من القرية، كانت تعيش امرأة اسمها “ياعيل”، وكان لها جارة تدعى “دبورة”. كانت دبورة دائمة الشكوى والنميمة، وكانت تكره أن تسمع كلامًا صادقًا. أما ياعيل، فكانت تتبع قول الحكيم: **”الحجر ثقيل والرمل ثقيل، لكن غضب الجاهل أثقل منهما جميعًا”** (أمثال ٢٧:٣). فكلما حاولت دبورة إثارتها بكلام لاذع، كانت تبتسم وتصبر، حتى حفظ الله قلبها من الغضب.

وفي أحد الأيام، جاءت أخبار بأن غزاةً اقتربوا من القرية. فاجتمع أهل بيت الحكمة ليتشاوروا. قال بعضهم: **”لنهرب إلى الجبال!”** بينما قال آخرون: **”لندافع عن أنفسنا!”** لكن أليفاز وقف وقال: **”كما يقول الحكيم: ‘التوبيخ الصريح خير من الحب الكاذب’ (أمثال ٢٧:٥)، فليكن كلامنا صادقًا. إننا نحتاج إلى خطة حكيمة، لا إلى خوف أو تهور.”**

فاستمعوا لنصيحته، وأرسلوا رسلًا إلى القرى المجاورة طالبين المساعدة. وبالفعل، جاءت جيوش التحالف وردت الغزاة. وعرف الجميع أن **”الصديق الأمين يجرحك بحبه، أما العدو فيقبلك بخداعه”** (أمثال ٢٧:٦).

وفي نهاية القصة، تعلم أهل القرية أن **”الحكيم يبني بيته على الصخر، أما الجاهل فيحفر باليدين وينهار بيته”** (متى ٧:٢٤-٢٧). فصاروا يطبقون أمثال سليمان في حياتهم، وعاشوا في بركة الله، لأنهم عرفوا أن **”من يخفي خطاياه لا ينجح، أما من يقر بها ويتركها فيرحم”** (أمثال ٢٨:١٣).

وهكذا، صارت قرية “بيت الحكمة” مثالًا يُضرب به في الأرض، لأن أهلها عاشوا بحكمة الله وخافوه، فكانت بركته عليهم إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *