**قصة نبوة حزقيال ضد الأنبياء الكذبة**
في أيام السبي البابلي، حين كان شعب إسرائيل مشتتين في أرض غريبة، بعيدين عن هيكل الرب وأرض الموعد، قام الرب بإرسال النبي حزقيال ليكون صوت الحق وسط الضلال. وفي يوم من الأيام، بينما كان حزقيال جالسًا عند نهر خابور، حيث استقر بعض المسبيين، نزلت عليه كلمة الرب برسالة قوية ضد أولئك الذين ادعوا النبوة كذبًا، وخدعوا الشعب بأكاذيبهم.
### **الرؤية الإلهية والرسالة**
رأى حزقيال في روحه الرب واقفًا عليه بجلاله، وقال له: **”يا ابن آدم، تنبأ على أنبياء إسرائيل الكذبة، الذين يتنبأون من عند أنفسهم، وقل لهم: اسمعوا كلمة الرب!”**
ففتح حزقيال فمه، ونطق بالرسالة التي حملها له الرب، قائلًا:
**”ويل للأنبياء الحمقى الذين يتبعون روحهم الخاص ولا يرون شيئًا! يا أولاد إسرائيل، هؤلاء مثل الثعالب بين الخرب، بنوا جدرانًا من القش وطلوها بالجص الأبيض لخداع الناس!”**
### **وصف الأنبياء الكذبة وأعمالهم**
كان هؤلاء الأنبياء يدَّعون أنهم يرون رؤى من الرب، لكنهم لم يكونوا إلا مخادعين. كانوا يهمسون بكلمات راحة كاذبة، قائلين: **”سلام! سلام!”** بينما لم يكن هناك سلام. لقد خدعوا الشعب بقولهم إن الدينونة لن تأتي، وإن الله لن يترك أورشليم تسقط، مع أن الرب قد حذر من عقابه بسبب خطاياهم.
كانوا يبنون جدرانًا واهية من الأكاذيب، ويغطونها بطلاء زائف، كمن يبني سورًا من الطوب غير المشوي، ثم يدهنه بالجص ليبدو قويًا. ولكن ماذا سيحدث عندما تأتي العاصفة؟ عندما تهطل الأمطار الغزيرة، وتنهمر حجارة البرد، وتفور رياح العاصفة؟ ألا يسقط الجدار ويندك كله؟ هكذا كان مصير كلامهم الباطل.
### **دينونة الرب عليهم**
فقال الرب: **”ها أنا ذا أعصِّف عليكم ريح غضبي، فتهطل أمطاري بغضب، وتنزل حجارة البرد بسخط لأهدم الجدار المطلي بالجص!”**
لقد خدع هؤلاء الأنبياء الشعب بقولهم: **”رأينا رؤيا!”** بينما الرب لم يكلمهم. لقد وعدوا بالسلام، لكن الدماء كانت تملأ الشوارع، والظلم كان يسود. لذلك، قال الرب: **”لن يكونوا بعد في جماعة شعبي، ولن يُكتَبوا في سجل إسرائيل، ولن يدخلوا أرض إسرائيل. فتعلمون أني أنا السيد الرب!”**
### **تحذير للنساء الكاهنات الكاذبات**
ولم يكن الرجال وحدهم هم الضالين، بل كانت هناك نساء أيضًا يمارسن السحر والعرافة، ويخدعن الناس. كن يربطن خيوط السحر على معاصم الناس، ويصنعن وسائد سحرية لاصطياد النفوس. فقال الرب: **”ويل للواتي يخيطن الوسائد على أذرع الجميع، ويصنعن النقاب لرؤوس الصغار والكبار لاصطياد النفوس!”**
كن يقلن للناس: **”ستنجون!”** بينما كن يبيعنهم للموت. لذلك، قال الرب: **”سأنزع وسائلكم، وأطلق النفوس التي تصطادونها كالطيور، وأمزق نقابكم، وأخلّص شعبي من أيديكم!”**
### **ختام الرسالة**
وهكذا أعلن حزقيال دينونة الرب على كل من يتكلم باسمه كذبًا. فالحق لا يتجزأ، وكلمة الرب لا تُحرَّف. لا سلام للشرير، ولا راحة لمن يرفض توبته.
فليتعلم الجميع أن الرب هو الإله الحقيقي، الذي يكشف الزيف، ويجازي كل إنسان حسب أعماله. **”فتعلمون أني أنا الرب، حين لا يكون بعد نبي كاذب في وسط إسرائيل!”**
وهكذا، عاد حزقيال إلى المسبيين، يحمل كلمة الحق، ليرشدهم إلى الطريق المستقيم، ويحذرهم من مضلات الأكاذيب.