**قصة من سفر يوئيل: يوم الرب العظيم**
في تلك الأيام، حينما كان شعب يهوذا يعيش في أرضهم، أرسل الرب نبيه يوئيل ليكلمهم بكلمته. كانت الأيام صعبة، فقد اجتاحت الجراد الأرض وأكلت كل خضرة، وجاء القحط والجفاف. لكن الرب لم يترك شعبه دون رجاء. فبدأ يوئيل يتنبأ عن أيام عظيمة ستأتي، أيام دينونة وخلاص.
### **الرب يدين الأمم**
قال يوئيل: “هكذا يقول الرب: ها أنا ذا أستيقظ من موضعي، وأهبط إلى وادي يهوشافاط، حيث سأجلس لأدين جميع الأمم من كل ناحية”. كان وادي يهوشافاط، أي “الرب يقضي”، مكانًا مقدسًا حيث سيحكم الرب بين الشعوب.
وتابع النبي: “لأنهم قد تشتتوا شعبي، وقسموا أرضي، وألقوا القرعة على ابني، وباعوا الصبي بالزانية، والبنت بثمن خمر ليشربوا”. لقد استخف الأعداء بشعب الله، وسبوهم، وباعوهم عبيدًا. لكن الرب سيجازيهم.
“أما أنتم يا صور وصيدون وجميع أقاليم فلسطين، ماذا تريدون مني؟ أتريدون أن تنتقموا مني؟ إن كنتم تنتقمون، فسأرد انتقامكم سريعًا على رؤوسكم”. كانت هذه الأمم قد أذلت يهوذا، وسفكت دماء أبرياء، فستحمل الآن ثمن شرها.
### **استعداد للحرب الأخيرة**
ثم صرخ يوئيل بصوت عالٍ: “اهتفوا بين الأمم، أعدوا للحرب، أيقظوا الأبطال، ليتقدم جميع رجال الحرب وليصعدوا! لِيطبِقوا سيوفهم مناجل، ورماحهم مقاصير! ليقل الجبان: أنا جبار!”
ستجمع الأمم جيوشها في وادي يهوشافاط، حيث ستُحسم المعركة الأخيرة. لكنها لن تكون حربًا ككل الحروب، بل ستكون دينونة إلهية. فالشمس ستظلم، والقمر يتحول إلى دم، والنجوم تسحب نورها قبل أن يأتي يوم الرب العظيم والمخوف.
### **خلاص شعب الرب**
لكن وسط هذه الدينونة، كان هناك وعد عظيم لأبناء إسرائيل: “فيعلمون أني أنا الرب إلهكم، الساكن في صهيون، جبلي المقدس. فتكون أورشليم مقدسة، ولا يعبر فيها الغرباء بعد”.
لن يترك الرب شعبه، بل سيكون لهم ملجأ وحصنًا. “وفي ذلك اليوم، ستقطر الجبال عصيرًا، والتلال تفيض لبنًا، وكل أنهار يهوذا تجري مياهًا. ومن بيت الرب يخرج نبع، ويسقي وادي شطيم”. ستتحول الأرض القاحلة إلى جنة، ويمتلئ كل شيء ببركة الرب.
وأخيرًا، ختم يوئيل نبوته بكلمات رجاء: “وأما يهوذا فأبد الدهر تسكن، وأورشليم إلى دور فدور. لأني أطهر دماءهم التي لم أطهرها من قبل، والرب ساكن في صهيون”.
هكذا تنبأ يوئيل عن يوم الرب، يوم الدينونة للظالمين، والخلاص للأتقياء. فليتكل كل مؤمن على الرب، لأنه هو الملجأ في يوم الضيق، والمنقذ في يوم المحنة.